جرى يوم السبت 16/5/2009، إحياء ذكرى النكبة في جولة نظّمتها ذاكرات إلى البلدات الفلسطينية التي كانت في موقعها حتى النكبة عام 1948. فقد تجوّل نحو 120 مشاركًا/ة في باصين في المدينة، التي تحتفل بمئة عام على تأسيسها كحيّ في يافا ونسيتْ تمامًا المواقع التي اجتاحتها بعد أن طردت إسرائيل الفلسطينيين منها ووطّنت اليهود مكانهم. المنشية، أبو كبير، سلمة، صوميل، الجماسين والشيخ مونّس ومواقع أخرى كانت موجودة عندما تمّ عرضها قطع أرض "أحوزات بايت" للقرعة عام 1909. "أعادت" ذاكرات هذه البلدات إلى خارطة المدينة التي أصدرتها ووزعتها في الجولة.
بدأت الجولة في المنشية، في بيت فلسطينيّ بقي منها وحوّله الذين احتلوا الموقع من الإيتسل إلى متحف. لا حاجة للقول إنّ المتحف يخلو من أي ذكر لأصحاب البيت وتاريخهم. في حدث لذكرى النكبة تم وضع لافتات لائقة على المبنى: ذاكرات النكبة. عبد سطل من يافا وأبو كبير شرح عن احتلال يافا منذ ذلك الحين وحتى اليوم.
ثمّ انتقلت الجولة إلى مقبرة الشيخ مراد في شارع كيبوتس غلويوت وهناك تحدث علي يتيم عن تدمير المقابر العربية. يمكن رؤية التدمير المقصود للمقابر اليوم أيضًا.
اجتمع المشاركون في كفار شليم في ما كان في السابق مبنى مدرسة البنين في بلدة سلمة وحدثنا علي يتيم، ابن البلدة ومن الجيل الثاني للنكبة، عن تاريخ عائلته هناك. إيفي بناي الذي ولد في كفار شليم، تحدّث أنه كان يلعب في صغره في مسجد سلمة ولم يكن يعرف عن التاريخ العربي للمكان.
في مركز تل أبيب توقّفت الجولة في صوميل حيث تحدّث درويش صيرفي الذي ولد في القرية عن تاريخ طفولته وظروف مغادرتها. وتحدّثت هدى عبد الهادي عمّا سمعته من جدّها عن العائلة التي طُردت من صوميل. في الطريق إلى الشيخ مونّس توقّفت الجولة في بيت أبو كحيل الذي كان مختار القرية. وقد حوّلته جامعة تل أبيب إلى نادي طاقم التدريس ويُعرف بـ "البيت الأخضر". وتحدّثت مجدولين بيدس عن سيرة عائلتها في القرية وعن المقبرة التي دفن أهلها فيها. في كل مرة تزورها يطردها عناصر الأمن حرّاس المنشأة الأمنية المُجاورة.
انتهت الجولة في المقبرة في غان هعتسمأوت، إلى جانب فندق هيلتون. قرأ ألون حلو مقطعًا من كتابه "عزبة دجاني" الذي تدور أحداثه في المقبرة.