تركيب الفيديو CFJ1 يروي حوارًا بين أربعة شبان، خريجي المدرسة الفرنسية-المسيحية في يافا CFJ1 (College des Freres Jaffa)، إذ يسترجعون ذكريات من أيام دراستهم أثناء جلوسهم في أحد الصفوف التي تعلموا فيها. إنها سيرة ذاتية ساخرة، سياسية أولًا، ملتزمة ومسؤولة ثانيًا. تكشف الذكريات المشتركة عن الطرق والآليات القمعية التي استخدمت بهدف المراقبة، نشر الجهل وتفكيك اللغة وهوية الطالب الفلسطيني داخل الجهاز التربوي الرسمي المسيطر. في هذا السياق، يعكس العمل جوهر الكيان العبثي ما بين الماضي والحاضر في المكان الذي نعيش به، حيث أنّ الجدول الزمني الإسرائيلي-الرسمي المتعسف يعكس ويخلّد التمييز العنصري بين اليهود والفلسطينيين بشكل جليّ.

يبرز هذا البعد العبثي في عمل فيديو "الحقيقة"، والذي يعرض سلسلة من الحوارات الساخرة بين شابين، حول قصص واقعية خيالية في بعض المواقع التي حولوها إلى أماكن مقدسة في يافا؛ برج المياه، الميناء، المقبرة ومبنًى مهجور. يتم اكتشاف هذه المواقع مجددًا على أنها مواقع تراثية يهودية. مواقع تثبت الصلة التاريخية، منذ عهد التوراة، لشعب إسرائيل بأرض إسرائيل. هكذا تنكشف حماقة الحوار الصهيوني الذي يستخدم تاريخ التوراة قدر المستطاع من أجل تبرير وإثبات صلة الشعب اليهودي بأرض الأجداد، وإخراج الفلسطينيين بعيدًا عن التاريخ وتعريفهم على أنهم مفقودين فيه. إن عملية تقليد الحتميّة اللاهوتيّة اليهوديّة هي وسيلة محنّكة لقلب بنية الزمن الصهيوني-المسيطر من خلال تجريده من المعاني.