"سلمة هي مكان. سلمة هي قرية كبيرة وتعج بالحياة، فيها بساتين، وأنظمة ريّ، وشركات إنتاج زراعي، وشركة مواصلات. سلمة هي مجتمع، عاش فيها 8،000 امرأة ورجل ثم اقتلعوا منها، ومنهم يتحدر آلاف كثر موزّعون في فلسطين المحتلة، ومخيمات اللاجئين، وأرجاء العالم. سلمة هي فكرة تعيش في أذهان المهجّرين، فكرة تُنقل بعناية إلى أبنائهم، وأحفادهم، وأبناء أحفادهم. سلمة هي شهادة عن حياة ثرية، عائلات وأطفال، ألعاب في الحقول، رائحة دافئة وطازجة متصاعدة من الطوابين. سلمة هي بقايا، مسجد باق مهجور، موقع قديم لدفن أحد صحابة النبي محمد (ص)، أشجار الأرز، والمقابر المغطاة بالأسفلت والمرجات. سلمة هي بيت، بيت ظلّ متروكا، وصار بيتا للآخرين. سلمة هي دم سُفك، من عائلات سقطت قذائف الهاون على رؤوسها سنة 1948. سلمة هي أيضا ’كفار شاليم‘، الذي كافح من أجل وجوده في مواجهة الإهمال وجهود النهب على مرّ السنوات، في خدمة الملّاكين ورجال الأعمال الجشعين، التوّاقين للسيطرة على الأراضي. سلمة هي وجع، سلمة هي نضال، سلمة هي ظلم، لكنّها أيضا حياة كاملة للتجمّعات البشرية والعائلات."

-        مقتبس من كتيّب "ذاكرات سلمة"، جمعية ذاكرات (إطلاق الكراس بتاريخ 6/5/22)

 خلال الفترة الواقعة بين تشرين أول (أكتوبر) حتى كانون أول (ديسمبر) 2020، تبلورنا في إطار مجموعة تعلّمية حول النكبة في سياق ورشة "Decolonizing TLV من أجل التعلّم، والتعرف، والإصلاح" وهي ورشة تابعة لجمعية ذاكرات. وخلال الورشة، تعلّمت المجموعة عن النكبة في لواء يافا، من خلال تشخيص الإشارات إلى الحياة الفلسطينية، ومحوها المستمر من الحيز، وتعميق سيرورة تحمل المسؤولية بشأن النكبة المستمرة، والسعي إلى عودة اللاجئين وتحقيقه. في إطار العمل المشترك النهائي لهذه المجموعة، صدر القرار بتذكر قرية سلمة التي لا يزال لاجئيها ونسلهم يعيشون في مخيمات اللاجئين، إما في الشتات أو بين ظهرانينا، كمهجرين داخل حدود 48، وسكان المناطق المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر.

سنقوم خلال الجولة بإطلاق كتيب "ذاكرات سلمة"، حيث تطرح المجموعة نظرة خاطفة على مكان هو قرية، وهو فكرة، وهو شهادة، وخرائب ومنزل. مكان لا يزال الصراع حوله حيا، في سعي للتحرير وعودة المجتمع الفلسطيني، وفي محاولة للتأسيس لحياة قائمة على العدالة للسكان اليهود الذين لجأوا إلى القرية وحولوها إلى منزل لهم.

 نلتقي في ميدان الساعة في يافا في تمام الساعة 9:30، ومن هنالك نصعد على متن سفرية منظمة (ومجانية) إلى سلمة / كفار شاليم.

** تبدأ الجولة في ميدان الساعة، والسفرية هي جزء من الجولة الإرشادية.

تستمر الجولة نحو ساعتين ونصف.

تنتهي الجولة في كفار شاليم، ويتفرق المشاركون بصورة حرة بعد الانتهاء.