مقدمة

خربة هو لفظ يطلق على مكان خرب بعد أن كان مأهولاً. أطلق الفلسطينيون اسم خربة على الأماكن التي وجدوها خربة وفارغة وفيها آثار مبان قديمة. لهذا السبب، هناك عشرات الفرى الفلسطينية المسماة خرباً رغم أنها قرى عامرة وحيوية، وذلك لأن المقصود بالخربة هو الآثار القديمة التي وجدها الفلسطينيون في المكان قبل أن يبنوا قريتهم فيه. ورغم بناء القرية الجديدة إلاّ أن اسم خربة ظل لاصقاً باسمها.  من هنا جاء أيضاً اسم القرية المخصص لها هذا الكتيب أم برج. بنيت أم برج على موقع أثري قديم خرب فيه آثار مبان قديمة. أما قرية أم برج الفلسطينية فكانت قرية عامرة حتى وصلتها الصهيونية عام 1948.  قبل ذلك عاش أهلها في بيوتهم المتواضعة والجميلة  المطلة على مناظر طبيعية خلابة، زرعوا أرضهم ورعوا ماشيتهم وتواصلوا بحياة اجتماعية هادئة وبسيطة، ورغم صغرها وصلها الشاعر ليحيي الأفراح والأمسيات وزارها الحكواتي ليسلي الأطفال. لا زالت شواهد الحياة الفلسطينية لأم برج قائمة في المكان رغم ستين سنة من الاحتلال. لا زالت تشهد لها حيطان بيوتها المهدمة وأشجار التين والزيتون والخروب والصبار، تشهد البئر وماؤها وتشهد مقبرتها ، رغم اهمالها المتعمد.

في الكتيب يتحدث السيد عبد الحميد الشاذلي، لاجيء من أم برج، عن الحياة قبل النكبة.
في هذه الأيام تجري في موقع القرية أعمال حفريات وتنقيب عن الآثار. يقوم الإسرائيليون خلالها بعملية "كشف وطمس"، كشف كل ما هو يهودي وطمس كل ما هو فلسطيني. أحد النشطاء في مجال الآثار كتب مقالاً في هذا الكتيب عن "علم الآثار ومحو الهويات" يشرح فيه ما يجري وراء كواليس باحثي الآثار الإسرائيليين.

الباحثة نوجه قدمان، مؤلفة كتاب "على جوانب الطريق وعلى هوامش الوعي" ( عن بعض القرى الفلسطينية المهجرة،  باللغة العبرية) الذي صدر مؤخراً بدعم من "زوخروت" تكتب هنا عن شعورها وأفكارها حين زارت خربة أم برج.

هذا هو الكتيب رقم 25 من سلسلة الكتيبات التي توثق تاريخ القرى الفلسطينية المنكوبة التي تصدرها جمعية "زوخروت –  ذاكرات". صدر قبله كتيبات عن المواقع التالية: : خربة اللوز، الشيخ مونـّس، المالحة، العجمي في يافا، حطين، الكفرين، الشجرة، ترشيحا، بئر السبع، إجليل، اللجون، سحماتا، الجولان، اسدود والمجدل، خربة جلمة، الرملة، اللد، عكا، حيفا، عين المنسي، الحرم (سيدنا علي)، عين غزال، لفتا ودير ياسين.

"زوخروت" تعمل على توصيل تاريخ النكبة الفلسطينية للجمهور العام وخاصة الجمهور الإسرائيلي منادية باعتراف الطرف الصهيوني بمسؤوليته عن النكبة الفلسطينية وتحمل المسؤولية  تجاه اللاجئين الفلسطينيين وإعادتهم إلى ديارهم.
هذا الكتيب أصدر بمناسبة جولة لقرية أم برج ستقوم بها "زوخروت" يتم فيها تخليد ذكراها بواسطة لافتات تبين اسم القرية ومعالمها، وسماع تفاصيل عن تاريخ القرية من أبناء لاجئيها.

أم برج، هي اثبات إضافي على أن التطهير العرقي  للفسطينيين كان جزءاً من العقلية الصهيونية ومن ممارساتها، فيأتي هذا الكتيب بقصة قرية صغيرة وادعة، لم تقدر على المواجهة، غادر أهلها بيوتهم قبل وصول القوات الصهيونية إليها، لم تكن مواجهات في القرية أو حولها فلا يمكن الإدعاء أن بيوت القرية المهدمة قد هدمت بسبب المعارك، وعندما بقي قسم من أهلها مختبئين في التلال القريبة من قريتهم مع لاجئين من قرى مجاورة حتى تنتهي الحرب ليعودا إلى بيوتهم، جاءهم جنود إسرائيليون وطردوهم ثانية إلى ما وراء خط وقف إطلاق النار باتجاه الشرق، فلا يمكن القول أنهم هربوا بسبب تبادل إطلاق النار، ولا يمكن الإدعاء أنهم تركوا بيوتهم راضين.

زوخروت
آب 2008

----------------------------

خربة أم برج
قرية فلسطينية صغيرة تقع إلى الشمال الغربي من مدينة الخليل، وتبعد عنها حوالي 20 كم، وترتفع 425م عن سطح البحر. تحيط بها أراضي قرى بيت نتيف، صوريف، ونوبا، وبيت أولا، وعجور. قدر عدد سكانها عام 1931 بحوالي 119 نسمة، وفي عام  1945 حوالي140  نسمة وفي عام 1948 كان عددهم 162 نسمة (palestineremembered.com). كان في القرية عام 1931 ستة وعشرون (26) منزلاً كانت مبنية من حجر على 15 دونماً وامتلك أهلها أكثر من 13000 دونماً استعمل منها فقط 3500 دونماً للزراعة. كان طريقان ترابيان يصلان القرية بالطريق العام الممتد بين بيت جبرين والخليل، وبطريق عام آخر يمتد من بيت جبرين إلى طريق القدس – يافا العام.

كان سكانها مسلمين واستمدوا المياه من ثلاث آبار تقع في الركن الشمالي من الموقع. اعتمد أهل القرية على زراعة الحبوب والأشجار المثمرة وعلى تربية المواشي. كانت القرية خربة قبل أن يسكنها الفلسطينيون، ولذلك أسموها خربة، فيها آثار قديمة وكهوف وصخور منحوتة يعود تاريخها إلى الفترة الرومانية.(الخالدي – كي لا ننسى). كان في أراضي القرية ما لا يقل عن عشرين خربة.

بالنبة لاسم القرية فهناك رأيان: الأول أن اسمها جاء بسبب برج أثري قديم كان واقفاً في وسط القرية. أما الرأي الثاني فيرجح أن هذا الاسم هوالاسم القديم للموقع الذي تضمن كلمة (pyrgos) اليونانية ومعناها برج.

احتلال القرية
من المرجح أن تكون القوات الإسرائيلية دخلت أم برج في المرحلة الثالثة من عملية يوآف في 28 – 29 أكتوبر 1948. واستناداً إلى ما كتبه المؤرخ الإسرائيلي بني موريس، " اتسمت هذه المرحلة ب"الفرار ذعراً" وب"بعض الترحيل". وقد ارتكبت بعض الأمور الفظيعة أحياناً كالمجزرة في قرية الدوايمة المجاورة يوم 29 أكتوبر. ويبدو أن قسماً من أهالي القرى بقوا في منازلهم على الرغم من هذه الأوضاع، إذ أن وحدة إسرائيلية أرسلت في 6 تشرين الثاني ل"طرد اللاجئين" من المنطقة، فوجدت 150 شخصاً بالقرب من خربة أم برج". ويذكر موريس أن الوحدة وهي فصيل من لواء هرئل "طردت نحو 100 شخص وجرحت بعضهم فيما يبدو". وقد هدفت هذه الغارة وغيرها من مثيلاتها التي شنت بين تشرين الثاني 1948 ونيسان 1949، إلى "تطهير" المناطق الواقعة على امتداد خط وقف إطلاق النار. في نهاية المطاف جاء موقع القرية قريباً من خطوط الهدنة.

كانت أم برج واحدة من 16 قرية فلسطينية في محافظة الخليل احتلتها القوى الصهيونية عام 1948 ودمرتها جميعها وطردت سكانها. أقامت إسرائيل عام 1982مستوطنة "نحوشاه" على الأراضي الشرقية لقرية أم برج. (الخالدي).
 

 



لتحميل الملف