”في أوائل آب 1951 أعلن الحكم العسكري عن 11 قرية مهجرة في الجليل، يعيش سكانها ضمن الدولة، مناطق مغلقة وهي: المنصورة، كويكات، البروة، صفورية، المجيدل، معار، الدامون، الرويس، عمقا، الفراضية وكفر عنان. وهكذا ضمن الجيش الإسرائيلي عدم عودة سكان هذه القرى إلى بيوتهم. بالإضافة إلى ذلك أجرى المسؤولون في الحكم العسكري عمليات تفقدية في القرى للتأكد من عدم وجود أي شخص فيها. وفي الأشهر اللاحقة أعلنت 30 قرية مهجرة أخرى مناطق مغلقة.“ (هلل كوهن، الغائبون الحاضرون، ص85). يستطيع اليوم قسم من لاجئي الدامون رؤية أرضهم وبلدهم المسلوبة، من مكان سكناهم الحالي في قرية كابول المتاخمة أو من مدينة طمرة القريبة. ويمّر قسم من اللاجئين بشكل دائم من أمام بيت هو لهم، ولا يمكن الدخول إليه. كالذي ينظرإلى جرح داٍم في جسده ولايقدرأن يفعل شيئًا. فيبقى مع ألم الجرح ومرارة العجز.

ما زال الحكم الإسرائيلي يفعل كل ما بوسعه ليمنع عودة أصحاب البيت إلى بيتهم. حتى لو كانوا يسكنون اليوم على بعد خطوات منه. ففي حالة ”لاجئي الداخل“، أي المهجرين الذين بقوا داخل حدود دولة إسرائيل وأصبحوا مواطنيها، تسقط – أو من المفروض أن تسقط في حالتهم – الحّجة العنصرية المسمـّاة ”الخطر الديموغرافي“، لأنهم لن يزيدوا حتى لو عادوا إلى قراهم الأصلية نسبة العرب المعتبرين مواطنين في دولة إسرائيل. مما يعني أن احتلال فلسطين وإقامة دولة يهودية عليها يشمل – لكي يتّم ذلك – احتلال الأرض وثرواتها واحتلال الإنسان وقراراته واحتلال الحيز وُهويـّاته. هذا النوع من الاحتلال آسر لصانعه ولن يسمح له بإعادة حق إلى أصحابه لأنه يحمل ضمنًا حواجز الخوف من العدالة أو المصالحة. جمعية ”زوخروت“ تدعو إلى تغيير نمط التفكير النابع من طابع هذه الدولة، وتدعو الطرف الإسرائيلي إلى تحمل مسؤوليته عن نكبة الشعب الفلسطيني وإعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم. ”زوخروت“ تعمل جاهدة على توثيق النكبة الفلسطينية باللغة العبرية لإيصال المعلومات للطرف الإسرائيلي وتنّظم فعاليات في القرى الفلسطينية المهّجرة من أجل هذا الهدف أيضًا. يشمل هذا الكتيب معلومات عن تاريخ الدامون أخذت من كتب التاريخ، وتسجيلات لمقابلات مع عدد من لاجئي ولاجئات القرية،ومستندات تاريخية تؤّكد وجود الحياة في هذه القرية حتى ُبترت عام النكبة، وصوراً حديثة تعكس وضع القرية في هذه الأيام. هذا الكتيب هو جزء من برنامج شامل حول القرية يتضّمن أيضًا جولة في موقع القرية،ووضع لافتات إحياًء لذكرى نكبة الدامون وتواصلا مع اللاجئين. هذا هو الكتيب الـ 34 من سلسلة ذاكرات القرى المهجرة التي تصدرها جمعية ”زوخروت“، صدر قبله كتيبات عن المواقع المنكوبة التالية: سبلان،مسكة،ال ُّسميرية، سمسم، الراس الأحمر، عين كارم، عجور، كويكات، أم برج، خربة اللوز، الشيخ مونـّس، المالحة، العجمي في يافا، حطين، الكفرين، الشجرة، ترشيحا، بئر السبع، اجليل، اللجون، سحماتا، الجولان، اسدود والمجدل، خربة جلمة، الرملة، اللد، عكا، حيفا، عين المنسي، الحرم (سيدنا علي)، عين غزال، لفتا ودير ياسين.
"زوخروت" (ذاكرات)

آب 2009




لتحميل الملف