حضرة البروفيسور إيتمار ربينوفيتش

رئيس جامعة تل أبيب


28.10.03

بروفيسور ربينوفيتش، تحيّة حارّة

الموضوع: الشيخ مونّس وجامعة تل أبيب

نتوجّه إليك بطلب غير اعتياديّ إلى حدّ ما. مثلما تعرف بالتأكيد، فقد أقيم حرم جامعة تل أبيب على أراضي قرية الشيخ مونّس. ومع تطوّر البناء في الجامعة، لم يبق تقريبًا أيّ ذكر للقرية – حيث أنّ الاستثناء البارز هو، بالطبع، البيت الأخضر الذي تحوّل إلى نادي الجامعة على اسم مرسيل غوردون. طلبنا هو أن تشير الجامعة، بشكل متواضع، إلى هذا الماضي الممحيّ.

هذه الرسالة موقّعة من قبل محاضرين وطلاب من جامعة تل أبيب؛ وكذلك من أبناء وأحفاد العائلات الفلسطينية التي عاشت في الشيخ مونّس حتى عام 1948؛ ووقّع عليها، أيضًا، أعضاء جمعية "ذاكرات" التي وضعت نصب أعينها هدف إحياء ذكرى الحياة الفلسطينية قبل عام 1948 في الوعي العام الإسرائيلي. جميعنا نعرف أنّه عبر الاعتراف التاريخي الصريح والجريء سيكون بالإمكان بناء مستقبل عادل في هذه البلاد المشروخة. كمؤرّخ، ستتّفق معنا بالتأكيد على أنّه يجدر بمؤسّسة ثقافية رفيعة المستوى مثل جامعة تل أبيب أن تكون بمثابة قدوة في الاعتراف التاريخيّ.

طلبنا هو أن تساهم جامعة تل أبيب بحصّتها من أجل هذا الاعتراف التاريخي. وقد خطرت ببالنا أشكال التخليد اللائقة التالية، ولكن يسرّنا إجراء نقاش حول أساليب أخرى:

1. إضافة ذكر صريح للماضي الفلسطيني في البيان الذي يصف "البيت الأخضر" وفي لوحة تثبّت على أحد جدرانه. البيان الحالي (مرفق) يموّه هذا التاريخ. بالنسبة للسنوات ذات الصلة، ورد فيه أنه ابتداء من العام 1924 تمّ بيع جزء من أراضي القرية. بعد ذلك مباشرة، يخبرنا البيان أنّه في العام 1948 وُضع في المكان معسكر "ليحي" وأنّه بعد قيام الدولة سكن في القرية عناصر سلاح الطيران و"ماحل". لا توجد أية كلمة عمّا حدث لسكان القرية الفلسطينيين، وحتى أنّ وجودهم غير مذكور بوضوح. الأبحاث الأكاديمية التي تمّت في جامعة تل أبيب نفسها تضفي دقّة على التفاصيل الناقصة، ولا يفترض أن تكون أية مشكلة في إضافة إشارة قصيرة إليها في بيان نادي الجامعة. في مدخل المبنى المرمّم توجد اليوم لوحة مثبتة وعليها اسم المصمّم المعماري الإيطالي، ممّا يخلق الانطباع بأنّه هو من بنى هذا المبنى من الصفر. يمكن الإشارة على اللوحة إلى أنّ المبنى أقيم على أساس بيت إبراهيم أبو كحيل من قرية الشيخ مُونّس. إنّ البيان واللوحة المذكورين يعرضان الحقائق التاريخية بشكل مشوّه، بما لا يتلاءم مع مؤسّسة محترمة مثل جامعة تل أبيب.

2. تثبيت لوحة تخليد في موقع مركزي في الحرم الجامعي، أو على مدخلها الرئيسيّ، بحيث تشير إلى حقيقة أنّ حرم الجامعة بُني، جزئيًا على الأقل، على أراضي قرية الشيخ مُونّس.

في العديد من المواقع الثقافيّة في العالم، جرت العادة على تثبيت لوحات ذكرى من النوع المذكور، والإشارة بهذا الشكل إلى تاريخ المكان. فرض الكبت والنسيان على الماضي، الذي لا خلاف عليه، سيؤدّيان بالضرورة إلى المرارة والغضب. الإشارة التي تحيي ذكرى هي طريقٌ للمصالحة.

بانتظار ردّك الإيجابي

إيتان برونشطاين، جمعية "ذاكرات"

قائمة الموقّعين مرفقة