نصبت جمعية “تذكرن” لها هدفاً في ايصال  ذكرى النكبة والحديث عنها للجمهور اليهودي الاسرائيلي في البلاد.

هذه الذكرى هي بديلة ومناقضة للذاكرة الصهيونية المهيمنة. النكبة هي كارثة الشعب الفلسطيني التي بدأت عام 1948 – هدم القرى, التهجير والقتل -  وهي ايضاً جزء أساسي ومهم من تاريخ اليهود القاطنين هنا. النكبة هي جزء من تاريخ قمِعَ وتقريباً مُحيَ من معالم البلاد.
تدعم جمعية “تذكرن” حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وهو حق فردي ومدني لكل مهجّر ومهجّره طردَ من بيته. حق العودة هو حق جماعي تم الاعتراف به من قبل القانون الدوَلي, وبالأخص قرار الامم المتحدة 194 في كانون اول/ ديسمبر  1948 والذي تمت المصادقة عليه عشرات المرات.

تدير جمعيه “تذكرن” برامجها بأساليب مختلفة: تنظيم جولات ووضع لافتات في القرى المهجّرة, طباعة مواد وحقائق حول النكبة باللغتين العبرية والعربية, ورشات عمل لمعلمي وطلاب المدارس, موقع انترنت يحوي معلومات وخرائط باللغة العبرية, المشاركة في نضالات قضائية بالاضافة الى لقاءات بين المهجّرين ويهود القاطنين على أرضهم.  يكمن القاسم المشترك لجميع هذه النشاطات في طموح الجمعية بتعزيز شعور المسؤولية عند اليهود في اسرائيل تجاه أحداث عام 1948، وأعلامهم أن حقائق لا يعرفوها، وذلك من منطلق أن النكبة وما نتج عنها هي جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
تسعى جمعية “تذكرن” لإبراز تجربة النساء الفلسطينيات خلال النكبة.

جمعية “تذكرن”- تلخيص 2004

يعتبر عام 2004 نقطة تحول مركزية لجمعية “تذكرن”. في هذه السنة ازدادت نشاطات الجمعية وأنخرطت اكثر في الرأي العام الاسرائيلي والعالمي. واليوم يعتبر وجود جمعية “تذكرن” في اطار المؤسسات الأسرائيلية أمر بديهي ومشرّع. من الجدير بالذكر أن النشاطات المتعددة التي قامت بها الجمعية خلال هذه السنة نظِمت بمعظمها من قبل عشرات المتطوعين والمتطوعات.
في منتصف عام 2004 , أنشِأت مجموعة "“تذكرن”" في مدينة حيفا والتي تعمل بموازاة للمجموعة القديمة في تل ابيب, الامر الذي زاد من قدرة الجمعية على العمل والانخراط في الفئات المختلفة .
مع نهاية السنة بدأ ايتان برونشطاين العمل بنصف وظيفة كمدير للجمعية.

فعاليات

أقامت الجمعية خلال السنة 20 نشاطاً للجمهور العام، يشمل جولات داخل القرى والمدن, محاضرات ومظاهرات. اشترك في النشاطات ما يقارب 1650 أمرأه ورجل, غالبيتهم يهود (ما يقارب 70%).
نظّمت الجمعية تسع جولات لمواقع هُجرت عام 1948، خلال الجولات تم نصب لافتات، وفي معظمها وزعّت كتيّبات باللغتين العربية والعبرية.
بالأضافة، بادرت الجمعية لأحياء ذكرى النكبة في 15/5/2004 من خلال "مسيرة العودة الاولى في تل البيب"، مسارها من موقع قرية جمسين إلى سوميل المهجرة،  كما وشاركت لجنة المهجّرين مسيرة العودة في قرية اندور.
أصدرت الجمعيه خمس كتيّبات باللغتين العبرية والعربية تروي قصة قرية اجليل، الجلمه، حيفا، الرملة واللجّون;  تذكرة باص رقم 194 (على اسم قرار الامم المتحده) توزع على المسافرين مع الجمعية الى الجولات المختلفه; كرّاسه مخصصة لذكر النكبة وُزعت في "يوم استقلال دولة إسرائيل"
إضافة الى ذلك، تم دعوة الجمعية من قبل 22 مؤسسة مختلفة، كالمدارس، وفود دُوليه، ناشطو منظمات في البلاد وطلاب جامعات، وساهمت في تنظيم 22 برنامجاً شارك في أكثر من 660 إمرأة ورجل، هدفها تعزيز وَعيهم حول قضايا النكبة وحول نشاطات الجمعية,
احدى البرامج الخاصة والمهمّه التي نظمتها الجمعيه كانت لقاءات بين 6 من مهجري قريه برعم و7 من سكان كيبوتس برعم المقام على جزء من اراضي القرية. تضمّن البرنامج ثلاث لقاءات في نهايات الاسبوع خلالها تم سرد قصة تهجير سكان القرية والتداول بعدها في البحث عن حلول للقضية. مع انتهاء اللقاءات تقبلت المجموعة اليهودية مطلب مهجري ولاجئي برعم في البلاد والشتات بالعودة وبناء قريتهم من جديد على أراضي برعم غير المسكونة، ولأول مرّه زار سكان كيبوتس برعم المخيّم الصيفي الذي يعقد سنوياً على أراضي القرية وعبرّوا عن تضامنهم مع نضال المهجّرين في العودة.
مبادرة مميزه أخرى قامت بها الجمعية عام 2004، هي بتقديم اعتراضان حول مشاريع بناء تضّر بالقرى الفلسطينيه المهجرّة منذ عام 1948. احدى مشاريع البناء كانت في موشاف (مستعمرة) ياعاد حيث أن جزء من المخطط توسّع ليصل الى مركز أراضي قرية ميعار.
دعمت الجمعية مباردة محليه ل 12 مواطنة من ياعاد اللواتي قدّمن بأنفسهن اعتراضًا على البناء، وبمساعدة الجمعية تطوّرت علاقة بين مهجّري قرية ميعار وسكان ياعاد اللذين بدورهم عملوا سويًا لأقناع مؤسسات الدولة والموشاف في العدول عن قرار البناء في مركز قرية ميعار.
بادرت الجمعية لاعتراض شبيه على مشروع البناء الذي سيهدم ما تبقى من قرية لفتا، حيث وقّع عليه 147 أمرأة ورجل في البلاد وجميع انحاء العالم. هذا النوع من المعارضه الهادف الى احياء ذكرى القرى والمهجرين هو الاول من نوعه في أسرائيل.
حصلت جمعية “تذكرن” على موافقة رسميه من قبل السلطات في الاراضي المحتله لوضع لافتات على أراضي قريتي عمواس ويالو المدمرّه منذ حرب 1967 وهي ما يسمى اليوم بحدائق كندا (بارك كندا). تم الحصول على التصريح على الرغم من معارضة دائره الأراضي الأسرائليه (المنهال)، التي قامت ببناء الحديقه (البارك) على الاراضي المحتلة بتمويل كندي. نأمل كجمعية أن تكون هذه المبادرات فاتحة لتعامل جديد من قبل الدولة مع قضايا القرى المهجرّة والمدمّرة عام 1948.
تم دعوة جمعية “تذكرن” للمشاركه في خمسة مؤتمرات تتداول قضايا النكبة وحق العودة في البلاد والعالم.

تغطية وسائل الاعلام وردود فعل اتجاه الجمعية
أحرزت الجمعية صدى واسعًا في وسائل الاعلام خلال عام 2004، حيث نُشرت اكثر من خمسين مقالة حول الجمعية، في البلاد والعالم أجمع, أبرزها كان احدى المقالات الذي نشرت في جريدة "هئارتس" والتي كشفت النقاب عن الجمعية لقرّائها. نشِرت المقالة ايضًا في موقع "والا" الألكتروني وحصلت على اكثر من مئتي رد فعل، معظمها معادٍ. هنالك اهتمام واسع بالجمعية من قبل الصحافة الدُوليّة والفلسطينية. اضافةً الى ذلك، أخذت الجمعية على عاتقها اكثر خلال هذه السنه بالتوجه نحو وسائل الاعلام.
ازدادت ردود الفعل في موقع الانترنت كنتيجه للبرامج التي نظّمتها الجمعية وكنتيجة للتغطية الاعلامية الواسعة. ما يقارب نحو 110 توجهات وصلت الى موقع الجمعية بمبادرة فردية من قبل نساء ورجال يطلبون المعلومات حول القرى المهجرّة، او كي يتحتلنوا ببرامج الجمعية، للمساعدة، للتعاون، للدعم وكذلك ليشتمون نشاطها ونشاطيها، من بينها نحو 20 توجهًا لهدف التعاون في قضايا مختلفة، إضافة الى توجهات هاتفيّة مشابهه ومتعددة.
توجه الينا عشرات الطلاب الأكادميين بطلب المساعدة في اعداد دراسات وابحاث حول القرى الفلسطينية المهجّرة وحول الجمعية نفسها، حيث تم كتابة 15 دراسة حول جمعية “تذكرن” وثلاث مقالات نشروا في مجلات اكادميّة.

المصادر المموله للجمعيه

المصادر والصناديق التي مولّت الجمعيه عام 2004 كانت: 
The Mennonite Central Committee (MCC); Entraide Protestante Suisse (EPER); Kerkinactie/Global Ministries (PKN), the Netherlands; and Oxfam  Solidarity, Belgium, Hella Langer of Germany.
تمويل اضافي لا يقل أهميته هو الدعم المالي الذي قدمه المشاركين والمشاركات في برامج الجمعية من خلال شرائهم كرّاسات الجمعية والكنزات والمشاركة المادية في تكاليف البرامج.

تقدم جمعية “تذكرن” شكر خاص لمدرسة السلام في واحة السلام على الدعم والتوجيه الذي دونه لم تكن الجمعية لتأتي الى العالم.

برامج مستقبليه

في عام 2005 سيتم استأجار مكتب للجمعية في مدينة تل ابيب، يشمل مركز معلومات حول النكبة، مكتبة ومواد مرئيه لتعلم ودراسة النكبه، إضافةً الى محاضرات وورشات عمل. 
سيتم تفعيل المركز وتطوير برامجه التعليمية للمجموعات المختلفة على يد طاقم من العاملات، كما وتسعى جمعية “تذكرن” لإنشاء مجموعات متطوعين أخرى في مناطق مختلفة تعمل على إحياء ذكرى النكبة وتنظيم جولات الى القرى المهجرّة

بعض من ردود الفعل على عمل الجمعية

قررنا أن نرفق ثلاثة ردود فعل حول عمل الجمعية من بين مئات الردود التي وصلتنا:

رسالة الكترونية من قبل الدكتور مسعود أغبارية، احد مهجّري قريه اللجون، كتبها بعد الجولة في قريته:
It was a great event. Thank you for all. I intend to write about the event and publish it at least locally, to let those who could not come at least know what we have observed.
I am glad to help. God bless you.

رسالة الكترونية أخرى وصلتنا من حانا مرملشطين إمرأة يهودية-أمريكية شاركت في الجولة الى قرية اللجون:
I came on your tour to al-Lajjun last week. It was an amazingly simple and simply amazing day, very moving. I think Zochrot is quickly becoming my favorite Israeli organization. The anti-occupation groups that cross to this side of the Green Line for demonstrations with Palestinians are extremely important, but there's a sense in which they don't have to challenge Zionism. You're one of the few groups I know that deals with 1948.
I would love to have a few hundred of your brochures (in English) and about 10 t-shirts sent to me in the U.S. I'll be speaking a lot when I go home, especially to Jewish audiences, and I want to be able to show them that an Israeli organization recognizes Al Nakba.

عينات لوتساطي من كيبوتس برعم حول لقائها مع مهجري قرية برعم:
سعيدة جدا للقائنا ولجُرئتنا في طرح قضايا مخيفة وخطيرة. أؤمن بنجاحنا، وأؤمن انه يومًا ما سوف تقام هنا قرية برعم، هنا بجانبي. مبادرة جمعية “تذكرن” ساعدت في تأطير اللقاءات، الأمر الذي لائمني كثيراً وأعطاني إلهامًا بأنه هنالك أشخاص أخرون يؤمنون بالتغيير الجدّي, بالإصرار عليه وبأسلوب واقعي.
الفكرة للقيام بثلاث لقاءات حول: الماضي, المستقبل المراد والحاضر- كانت رائعه من وجهة نظري، تداولنا القضايا بعمق، تعلمنا وكانت اللقاءات بمثابة بديل بالنسبه لنا. أين يمكن أن نلتقي بهذه الصورة ؟؟ أنا متأكدة أننا سنلتقي مرّة اخرى- سوف أسقط تارة وأقف تارة أخرى أسقط وأقف مرّاتٍ ومرّات. لكني سعيده بأني أتغيّر، أتعلم وأرى الواقع والأمور بعمق أكبر. أعلم أن الطريق لأعادة برعم هي طويلة لكنها محتملة وكامنة. ألان أقف مرّة أخرى وأدعوا الاخرين لمشاركتنا- أريد توضيح ألفجوات ألموجودة بيننا من خلال ألأعتناق، الحوار والواقعية.
اللقاءات أحادية القومية وثنائية القوميه كانت جيّدة، الطعام جيّد والفندق مريح. ما حدث لي هو تمكين وتقوية شعوري بالشراكة المصيريه بيننا، ألتقيت أشخاصًا رائعين (يشمل الموّجهين !)