دعت منظمة إسرائيلية الإسرائيليين إلى التعرف على الرواية الفلسطينية للنكبة وتحمل المسؤولية عنها، مؤكدة أن مواصلة التنكر لها يبقي طريق السلام مغلقا.

 وكانت جمعية "زوخروت" (يذكرن) قد نظمت احتفالا في تل أبيب السبت الماضي بمناسبة ذكرى تأسيسها الخامسة حضره جمع من الإسرائيليين والعرب والأجانب.

 وخلال الاحتفال أشار رئيس الجمعية الدكتور إيتان برونشتاين إلى مختلف الفعاليات التي قامت بها "زوخروت" لاختراق الجدار الحديدي وإيصال الرواية التاريخية الفلسطينية حول النكبة إلى الإسرائيليين بواسطة الإصدارات والزيارات الميدانية والمحاضرات وإعادة التسميات الحقيقية للمكان.

 وأضاف برونشتاين أن "الزعم أننا نجحنا في إحراز انقلاب في الرأي العام الإسرائيلي مبالغ فيه، ولكن بالتأكيد هناك تغيير نستشعر به دوما".

ونوه بازدياد عدد الزوار الإسرائيليين لموقع الجمعية والمهتمين بنشاطاتها، لافتا إلى أنه يرى في تغيير نظرة اليهود وموقفهم بهذا الخصوص هدفا رئيسيا.

 إيتان برونشتاين: الاعتراف بالرواية الفلسطينية طريق السلام (الجزيرة نت)
وأكد رئيس الجمعية للجزيرة نت أن "الاعتراف بالرواية الفلسطينية هو الطريق للسلام والمصالحة الحقيقية، وبدون التعرف عليها خارج حدود النظرة الصهيونية التي تشرعن الحروب والاحتلال لا يمكن التحدث عن مصالحة وسلام وأمن".

من جانبها أكدت الأستاذة الجامعية والمحاضرة في الفلسفة الدكتورة أرييلة أزولاي خلال الاحتفال على أهمية وجود الجمعية.

وقالت "لو لم تكن لكان لا بد من خلقها"، مضيفة أن "الجمعية نجحت في توفير إطار حقيقي يمكن عبرها رواية قصة المكان وساهمت في إيجاد وعي عن النكبة مقابل الاحتلال".

وأشاد الناشط في جمعية "الدفاع عن المهجرين" محمد كيال -المهجر من قرية البروة داخل أراضي 48- بدور "زوخروت"خاصة في تغطية ما تغفله المدرسة اليهودية.

وأضاف "القيمون على الجمعية ناشطون شجعان ومثابرون لأن الإسرائيليين بحاجة لأن يعرفوا سبب توالي الحروب ومعرفة الحقيقة كشرط للسلام العادل والدائم".

تحية فلسطينية

وكان الباحث الفلسطيني الدكتور سلمان أبو ستة قد أرسل بمذكرة تمت تلاوتها في الاحتفال بارك فيها مجهود الجمعية، معتبرا إياها"نبيلة وطلائعية وهامة".

وقال أبو ستة إن "زوخروت" تنفض الغبار عن الحقيقة المخفية التي تسعى السلطات الإسرائيلية لطمسها فيما بات العالم يعرفها.

وأضاف أن "نشاطاتكم ناقوس يوقظ الإسرائيليين الذين ذهبوا للنوم قبل ستة عقود استنادا إلى خرافة حول قيام إسرائيل".

وكان محرر موقع "ذاكرة فلسطين" صالح منصور أرسل بكتاب من مكان إقامته في أميركا بارك فيه الجمعية وثمّن فعالياتها، مشددا على أنها تعمم وعي الإسرائيليين بلب الصراع.

وأضاف أن "فعالياتكم تحول دون نظرتنا والعالم وكأنكم صهاينة وجنود كافتكم، ومن المهم أن يكون هناك وجه آخر للإسرائيليين".

يوم العودة

يشار إلى أن الجمعية تدأب على تنظيم جولات ميدانية للمدن والقرى الفلسطينية المهجرة في فلسطين التاريخية والبالغ عددها نحو520 بلدة، وتقوم بتثبيت لافتات باللغات المختلفة تحمل أسماء المواقع التي تعرضت للعبرنة والتحوير.

وتستعد جمعية الدفاع عن المهجرين في أراضي 48 -والبالغ عددهم نحو ربع مليون مهجر- لتنظيم مسيرة العودة لهذا العام في قرية الحدثة المدمرة في قضاء طبرية في ذكرى إعلان دولة إسرائيل.