في الذكرى ال–61 لبداية النكبة الفلسطينية، نظـّمت زوخروت" (ذاكرات)  يوم السبت 16/5/2009 زيارة إلى القرى الفلسطينية المهجّرة التي تقوم تل أبيب على أنقاضها. شارك في الجولة حوالي 120 شخصاً، أغلبهم يهود إسرائيليون، وتنقلوا في المدينة بحافلتين تحت شعار "ذاكرات النكبة". لتؤكد ان مدينة تل أبيب تحتفل في هذه الأيام، بمناسبة مرور مئة عام على تأسيسها، حيث أقيمت عام 1909 لتكون أحد أحياء يافا، لكن هذه المدينة توسعت، بعد النكبة على حساب القرى الفلسطينية التي قامت إسرائيل بتهجير أهلها وتوطين يهود مكانهم في بلدات مثل  المنشية، أبو كبير، سلمة، الجمّاسين، صُمّيل، الشيخ مونـّس وقرى كانت موجودة عندما أجريت القرعة بين السكان اليهود للحصول على قطعة أرض في أول حيّ في تل أبيب، "أحوزة بيت".

القرى الفلسطينية لم تذكر إطلاقاً في احتفالات المدينة. لكن "زوخروت" أعادت هذه القرى الى الذاكرة ودونتها على خريطة لتل أبيب تم إعدادها  مؤخراً ووزعت خلال الجولة المذكورة.
بدأت الجولة في المنشية قرب مبنى فلسطينيّ حوّلته منظمة "إيتسل" التي احتلت المنشية إلى متحف لها. والمحطة الثانية في الجولة كانت مقبرة الشيخ مراد، في شارع "كيبوتس جلويوت". وهناك قدّم كل من عبد القادر سطل وعلي يتيم  شرحا عن عملية الاستيلاء على مساحات من المقبرة من قبل بلدية تل أبيب وعن أعمال انتهاك القبور الباقية والعبث بها.

في قرية سلمة، المسمّاة اليوم "كفار شليم"، مرّت المجموعة قرب مسجد ومقام القرية المهملين وتجمعت أمام مبنى مهجور كان قبل النكبة مدرسة سلمة للبنين. علي يتيم، ابن البلد ومن الجيل الثاني للنكبة تحدث عن تاريخ عائلته وعن قريته المنكوبة. إفي بناي، الذي ولد في "كفار شليم"، قال إن المسجد كان بالنسبة له وللأولاد اليهود نادياً وملعباً لمدة سنوات طويلة، إلى أن بنت لهم البلدية نادياً جديداً وأغلقت المسجد. وقال إن المقام تعرض لهجوم من قبل أشخاص من "كفار شليم" وهدموا جزءاً من قبّته في بداية الانتفاضة الثانية في أكتوبر 2000. 

ثم انتقلت المجموعة لقرية صمّيل في مركز تل أبيب، وهناك تحدث درويش صرفي عن ذكرياته في قريته. وتحدّثت هدى عبد الهادي ممّا سمعته من جدها، ابن صمّيل، عن كيفية تهجير أهلها. وتابعت الحافلات  السير الى موقع قرية جمّاسين الغربي الذي بني مؤخراً على أرضها أبراج "يو – You". في قرية الشيخ مونّس، حيث اليوم جامعة تل أبيب، كانت وقفة مع مجدولين بيدس  التي تحدثت عن حياة عائلتها في القرية وعن قبور أقاربها.

اما المحطة الأخيرة فكانت في مقبرة عبد النبي، على شاطيء البحر قرب فندق هيلتون الفاخر.  وهذه المقبرة تعاني من إهمال وتدنيس شديدين، وتستغلّ كملتقى لوطيين. يسمّي الإسرائيليون المكان اليوم "حديقة الاستقلال". الكاتب ألون حلو، قرأ مقطعاً من كتابه "ضيعة دجاني" بالعبرية، تدور أحداثه في مقبرة عبد النبي.
يذكر ان زخوروت ستقوم يوم السبت، 6/6/2009، الساعة 16:00، بجولة الى قرية   سبلان المهجرة في الجليل الأعلى، والتي سكن فيها ما يقارب 200 نسمة في سنوات الأربعين. وفي تشرين أول 1949، تم تهجير أهلها من قبل الجيش الإسرائيلي الى لبنان، والقليل منهم هجّروا الى القرى المجاورة.