كنت قد نشرت في عدد من المواقع على الإنترنت مقالة بعنوان: "كتابة تذكارية على حائط جامع قرية أم خالد المهجرة" بيّنت فيها أن تاريخ الكتابة المذكورة يعود إلى سنة 1321ھ/1903 حين قام صلاح الحمدان، زعيم قرية أم خالد ومختارها، ببناء جامع في القرية، كما قمت بفكّ رموز الكتابة المذكورة وعرضتها أمام القراء.

القرية، حالياً، جزء من مدينة نتانيا. كانت الكتابة مغطاة بلوحة من القصير وضعتها "يشيفات بريساق" التي سيطرت على الجامع وجعلته مكاتب لها.

في سنة 2007 قامت "يشيفات بريساق" بتغطية الكتابة التذكارية المذكورة بطبقة كثيفة من المونة الإسمنتية (قصارة بالطين)، وذلك بهدف طمس تاريخ القرية ومعالمها العربية- الإسلامية وهويتها، وهي سابقة خطيرة بخاصة وأن صلاح الحمدان حافظ على سلامة أوائل المستوطنين الذي حاولوا عام 1929 إقامة نتانيا وآواهم في بيته في فترة هبة البراق، وداواهم حين انتشر بينهم وباء الملاريا. وقد وعدوه، حينئذ، بإطلاق اسمه على أحد الشوارع في مدينة نتانيا تقديراً لما أسداه لهم من خدماته جليلة.

يضاف إلى كل ذلك حافظ أحفاده مع سكان القرية على علاقات حميمية مع سكان نتانيا طوال فترة الانتداب البريطاني.

في 20/04/1948 قام مختار القرية المحامي رشيد صالح صلاح الحمدان بوضع مفاتيح بيوت القرية وديعة لدى جروبوبسكي، حارس مدينة نتانيا، على أمل العودة للعيش معاً بسلام بعد انتهاء الحرب، ولكن الجيش الإسرائيلي حال دون عودة النازحين إلى بيوتهم، وهم لا يزالون ينتظرون...!  وفي ما يلي نص الكتابة المطموسة:


بلوغ الأماني (في بناء المعابد)
ففيه على الإيمان أعظم مساجد
وقد وفق المولى صلاحاً فشاد ما
تراه فسيحاً مفرداً في المعابد
جزاه إله العرش خير جزائه
فقد نطق التاريخ عنه بناشد
صلاح بن حمدان أناف بجوده
بنى جامعاً حَلَّى به أمَّ خالد

بناءً على النص الوارد أعلاه يمكننا أن نقرر بأن باني الجامع هو صلاح بن حمدان الذي كان مختار قرية أم خالد وزعيمها في بداية القرن الماضي. وبعد إجراء عملية حساب الجمل في السطرين الأخيرين يتبين أن الجامع بني في سنة 1321ھ/1903م. يبدو أن صلاح الحمدان قام ببناء الجامع الجديد على أنقاض الجامع القديم، أو أنه رمم القديم وزاد عليه. 



مسجد قرية ام خالد / מסגד כפר אם ח'אלד