عبد الوهاب يوسف ابلاسي/الرملة

01/12/2004

في ال 1936 كانت حرب وكان الانجليز بالبلاد, صاروا يجمعوا الناس الكبار وباخذوهم بالليل لانه كان في ثوّار, كانوا يجمعوهم عشان يعرفوا اذا في ثوار او اي شي ضدهم.
كان في قطار بسافر على القدس, وكان اليهود يجيبوا ترلّه (شحن) وقضيب حديد كبير يحطوّه قدام القطار عشان اذا في لغم على الطريق يتفجّر بالعرب ومش بالقطار. يعني كانوا يجيبوا اربع شباب عرب يركبوهم على الترلّه وكل واحد يمسك قضيب حديد, اذا كان في لغم  كان يتفجّر في العرب, هيك  كانوا يعذّبوا وقتها.
انا من مواليد ال 1934 , وكان عمري سنتين لما بدات حرب ال 36,جيت على الرمله وين سكنوا دار عبد ياسين,  كانوا اليهود يطلعونا من البيت بالليل عشان يدوروا بالبيت على سلاح او اي شي وبعدين يرّجعونا مطرحنا, وعلى هذا الحال كل يوم الصبح نروح على المدرسه.
بالقدس عملوا اضراب , بكل فلسطين كان في اضراب لاشهر, ليش ؟؟ بدهم تقسيم العرب, ورفضوا العرب التقسيم, بس بعد الاضراب فتحوا الناس الدكاكين وعاشوا لحتى صارت الحرب بل 1948 , وصارت الحرب المضبوطه, اليهود دبرّوا حالهم, جابو قوّه من بره ودخلوا عنا بالسلاح المنظّم, العرب اشتروا باروده وفشك من السوق ب 70 دينار, ما في حدا يدعمهم, وفي ناس باعت الذهب واشترت السلاح.
شفناهم ! اللي بموت واللي بضل طيّب .. وبعدين جابوا اليهود قوّه قويّه من مدافع وطيارات,  وقالوا اطلعوا من الرمله, وهيك احتلوا الرمله.

بال 1948 بشهر رمضان انا بتذكر اخذوا الشباب على السجن, كل الشباب فوق ال 18 سنه كانوا ياخذوهم, اعتقلوا حوالي الفين وحطّوهم  9 اشهر بالسجن وبعدها قالولهم اللي بيقى راح نطخّه.
يومها طخّوا حوالي 12 شاب, اللي بنطخ بيوقع بارضه ما في حدا يرفعه, دخلوا على البيوت واللي ما طلع كانوا يطخّوه, بعدين حطوهم باكياس وحرقوهم, ومع الوقت طبعا أجوا شوي شوي اليهود, فتحولهم الطريق وصاروا يدخلوا على البلد, ياخذوا الدور المنيحه بالبلد ويسكنوا فيها,  وبعدين صاروا يجيبوا الشرقيين المروكيه والتوانسه والمصاروه والعراقيه, وما ظل في محل  في البلد.
كانت الناس تخزّن اكل للعرب, شويه زيت, فول , حمص, وعلى كرت المؤن, كل شي كان بالتموين, البيض السمك وكل شي, كنّا عايشين على كيلوا سكّر باشهر.
بعد سته اشهر صارت الدوله لليهود, صاروا يشّغلوا الناس, وخلال هاي الفتره رحّلوا ناس كثيره على عمان, كنّا نروح على القدس على مندلباوم نشوف بعضنا البعض, نروح هناك ثلث ساعه يخلّوانا نتفرج ونحكي مع اقاربنا.
العائلات الرملاويه الاصليه اللي بقيوا: دار ابلاسي, دار الوهاب (مسيحيه واسلام) , دار مسيس, دار النابلسي, دار زعرور, هدول تخبّوا بالديوره, وشو عملوا اليهود ! اعطوهم هويات وبعدها صاروا اليهود يحطّوهم بالتركات على الاسر.
احنا اعطونا هويات بال 1948, كانوا يدوروا على البيوت ويسالوا قديش عمرك وشو اسمك ويسجلوا.
دارنا الاصليه تحت وين دار المهنا, كان والدي باني غرفتين جداد كلّفوه 550 جنيه فلسطيني, تجوّز اخوي, بس بالحرب راح على الاسر وزوجته على عمّان, بعد الاسر راح اخوا على عمان بعد الاسر, بيتنا الاصلي هدّوه اليهود عشان يسكن فيه واحد يهودي بنى دار محلها... شو بدنا نعمل !؟ ولا اشي, هذا الحكي بال 70.
صاروا اليهود يحكوا انهم بدهم ينقلوا على الشيكونات, وهيك صاروا ييجوا ويهدّوا الدور العربيه القديمه ويعطوا اليهودي اللي عايش فيها شيكون. العرب ما كانت تتحرك, لوين بدنا نروح ؟؟ انا لليوم بدفع عميدار وداري لليوم مش ملكي, ما بيساعدونا بالبناء, احنا 3 اخوه و 3 اخوات.
بالرمله كان في عائلات غنيّه مثل دار الجعفري ودار النابلسي, دار الدغب ودار العبساوي. الاغنياء قبل ال 1948 عرفوا انه راح يحتلّوا البلاد واللي كان معاه قرشين هاجر, صاروا يطلعوا على عمّان يستأجروا ويسكنوا هناك ويبنوا مصالحهم, بس املاكهم اللي هون راحت عليهم, عملوا من مفاتيح الدر القديمه معرض للذكرى.
من الرمله طلعوا دار الخيري ودار التاجي بس ما بذكر كل العائلات ... بالرمله سكن بهذه الفتره 28 الف شخص, رئيس البلديه كان من دار الخيري واليوم عملوا من بيته دكاكين.
هذه الاحداث بين ال 1967-1970, وبعدها هدّوا بالرمله كل البيوت العربيه وكل القرى العربيه المجاوره للرمله عشان ما يتركوا اي اثر لاي عربي, وعشان ما يعرف الشخص وين أرضه, خلّعوا البيارات العربيه, خلّعوا الصبر والتين والفواكه ومحلها بنوا بيارات جديده 6000 دونم.
في 1948 كان عمر والدي 50 سنه, كان عنده ثلاث اولاد, واحد راح على عمّان واثنين بقيوا هون, انا وعلي اخوي. كان والدي يشتغل كندرجي (اسكافي), بايام تركيا سنه 1917 كان عمره 15 سنه. الاتراك جندوهم, اللي كان يتجنّد لليمن ما رجع, اما اللي يروح على تركيا كان يرجع.
بال 1917 سمعنا بوعد بلفور وانه فلسطين  لليهود, أجوا الانجليز وفرّقوا العرب, فاروق بمصر, الشيشكلي بسوريا, في لبنان كان الخوري وبالاردن كان الملك عبد الله.
دخلوا على الرمله, اللد, طبريا وصفد ويافا, قسم من حيفا وعكا وشوي من الناصره اما القرى مسحوها مسح, قسم من اهل القرى هرب على المدن , كل شي عربي محوه.
بذكر في شخص عنده مطعم, ابو زكريا الحلاق فيه تلفزيون جديده ببث محطات من مصر ولبنان كان عنده محل كبير الناس فيه بتوكل وبتشرب وبتتفرج على التلفزيون.
اجوا اليهود العراقيه وقالوا بدنا نشتري المحل, ما وافقوا , بس في ليله راس السنه دخلوا بالبلطه وضربوا صاحب المحل براسه وقتلوه, اولاده هربوا على كندا والعراقيه اخذوا المحل واليوم صار אולמי אשר , هذا بال 1956, ايامها كانت مجزره كفر قاسم. وكنّا اذا بدنا نروح على الناصره نطلب تصريح.
بال 1948 اجا الجيش العربي وفرحنا, بس ولا حاربوا ولا اشي وكانوا ييجوا مع باروده على الكتف يدخلوا على المطاعم, ياكلوا ويعملوا استعراض ويروحوا, ولا حاربوا ولا اشي وبس فوضى.
كان في جامع الفرن, فتحوه بالسر عشان منع التجوّل, برمضان نفطر فيه ونصلي وشوي شوي صرنا نفتح اكثر محلات.
بال 1948 قتلوا ضابط, سألوا مين قتل الضابط ؟؟ ولما ما حصلوا على جواب, الجيش اخذ امر وقتل حوالي  شخص, طخّوهم بقلب الجامع, انا كنت شاهد كيف اليهود يرموا عليهم خيش ويحرقوهم.