حسن احمد مصطفى منصور

بال 1945 اجو اليهود بدهم يتشروا الأرض من فؤاد سعد، واجا واحد اسمه يوسف النحماني وبنحاس وعرضوا عليه مصاري كتير حتى يتشروها، قال لهم أنا ببيع البلد بس لأهل البلد. أهل بلدنا جمّعوا مصاري واشتروها من فؤاد. بعدها بثلاث سنوات صارت الحرب وراحت البلد. 01/09/2009
كفر عنان

رنين: احكيلي عن ذكرياتك عن قرية كفرعنان؟ انت بتزور القرية دائما
حسن: بتذكر كل بيت وين موجود؟ لما بروح هناك بقللك هاي بيت فلان وهاي بيت فلان، الأرض شوي تغيرت لأنه ما عاد في حدود، بس بعرف مناطق الأراضي مثل نصب صالح، المربعة، الخلة، حزور جبيل، كله بعرفه، وانا عملت خارطة بكل هاي المواقع.

- أنت درست بكفرعنان؟
- عنا مدرسة مشتركه بين فراده وكفرعنان. أنا درست لصف الرابع ورحت أكمل تعليمي بالمغار، تعلمت شوي وصارت الحرب.

- احكيلي أكثر عن المدرسة؟
- المدرسة كان فيها أربع صفوف، كانت صفوف مدمجه، الأول والثاني بغرفه، الثالث والرابع بغرفة، كان في معلمين اثنين من صفد، احمد عمر ونايف مراد والاثنين من صفد.

- مدرسة بنين؟
- لا مختلطة، كان فيها أربع بنات، واحده اسمها نزهه، وبهيرة، وفخرية والرابعة نسيت اسمها. جنب المدرسة كانت جنينية نزرعها ونشتغل فيها.

- البلد كانت كبيرة؟
- كان العدد تقريبا 350 نفس ومساحتها 5897 دونم وكانت 72 بيت.

- شو كان في حواليها؟
- ارض زراعية، والسكان تعتمد على الزراعة وتربية المواشي، كان قسم قليل يشغل بالبوليس، أرضها كانت خصبة كتير، المحلات القريبة كانوا يزرعوها خضار، بندوره، خيار وفقوس، والبعيدة يزرعوها حبوب، قمح شعير عدس، كرسنه وهيك أشياء. أهل البلد كانوا بشكل عام يشتغلوا بالزراعة.

- حكيتلي في أشخاص راحوا على البوليس؟ متذكر شو أسمائهم؟
- علي موسى خشان، جميل موسيى خشان، سليم موسى خشاني، ياسين مصطفى الحاج، عوض سليم منصور، سعد اسعد ناصر.

- شو وظيفتهم بالبوليس؟
- ما بعرف بالضبط شو بشتغلوا بس كانوا اغلبهم بعكا او حيفا وكان في منهم حراس حدود كانوا ع حدود الأردن وكانوا يلبسوا زنار احمر ويسموهم حرس الحدود.

- وين كان هون مركز البوليس الانجليزي؟
- كان بالمدن، ما كان في مركز انجليزي قريب،

- كيف بتتذكر الانجليز بطفولتك؟
- كان مرات الجيش الانجليزي يجي يعسكر بكفرعنان، بس كانوا يجيو لفتره معينه ويروحو

- شو يعملوا؟
- تدريب، كان في منطقة قريبه للمناورات يتدربوا فيها.

- كان الانجليز يدخلوا على البلد ويضايقو اهالها؟
- انا كنت طفل وما بذكر.

- كيف كانت علاقتكم مع قرية فراضه (الفراضيّة) واللي هي اقرب قرية عليكم؟
- كانت المدرسة مشتركه للقريتين والمي مشتركة، مره هم يشربوا منها ومره احنا. يوم النا ويوم الهم

- كيف؟
- بالبداية كان في خلاف بيننا وبين أهل فراده على المي، ورحنا للمحكمة ووقفنا محامي اسمه حنا عصفور من حيفا، وتقرر انه نص المي النا والنص الهم.

- وين بتصب المي عندكم؟
- كانت المي تيجي من فوق من فراضه وتصب عنا بمنطقة  بين فراضة وكفرعنان اسمها الجوابي، هاي الجوابي عاشية على الري، وكنا دائما نزرعها أشجار وخضار. تحت البلد كانت في منطقة اسمها الدندانة وكرم حسان وكان كمان هاي عايشة على الري ونزرع فيها. المي الفايضة كنا نحطها بمجمّع مياه اسمه السيح وهناك نسقي الطرش. لليوم السيح موجود.

- كان في مي وافرة للجميع؟
- طبعا، المي ما كانت بالبيوت وما كان في حاجه للبيارة بالبيوت، كانت الناس تنزل على النبع تحمّل مي على روسها

- كان كمان قرى حواليكو تستعمل المي؟
- لا بس النا لفراضة

- شو كان في بلاد قريبه عليكو؟
- المغار والرامه، المغار بالجنوب بعيده أربعة كيلو متر والرامه بتبعد 6 كيلومتر.

- شو مع البلاد اليهودية حواليكو؟
- كان في بلد يهودية واحدة اسمها حقوق (חוקוק), هاي بنوها اليهود عام 1945 جنب قرية ياقوق. هاي كانت اقرب مستعمره علينا.

- انتم بتذكرها وأنت صغير؟
- لا، اليهود ما كانوا يجيو عنا كانوا يروحو ع طبريا

- احكي لي عن بيتكو؟
- أبوي كانت متجوز تنتين، أمي وخالتي، من أمي جاب أنا واخوي وأخواتي التنتين اللي تجوزوا ع زمان الانتداب، ومن خالتي جاب أربع أولاد وخمس بنات.

- كيف كانتو عايشين؟
- كان في عنا بيت كبير، وما كانت البيوت مقسمه يومها والعائلة كلها تنام هناك. الطابق الأول من البيت كان إسطبل للحيوانات وفوق للنوم. أبوي كان يملك ثلاث بيوت إضافية. أنا الكبير باخوتي وأبوي بقولو له أبو حسن. أبوي كان مختار كفرعنان وقبله أخوه.

- كان مختار واحد؟
- اه مختار واحد لأنه البلد كانت صغيره


مختار القرية - أحمد منصــور والد أبـــو مـــروان

- أنت كيف متذكر أبوك كمختار؟
- كان دايما في ديوان والناس تيجي تشرب قهوة فيه وكل ليلة الناس تسهر عنا، كان في دواوين تاني بس ديوان أبوي دايما عامر بالنهار وبالليل. بالليل كانوا يجيبوا واحد يقرأ قصص الزير أو نمر العدوان أو تغريبة بني هلال، يصير واحد يقصّدها والناس تسمع.

- مين كان يقصدها؟
- واحد اسمه يوسف العاصي، كان صوته حلو وكان يغني الكلمات. كانوا يحكو كمان عن الزراعة والفلاحة. من زمان ما كان في تلفزيونات.

- وراديو؟
- بأخر أيام البلد صار في راديو بالبلد. في واحد اسمه محمد طه شقير اشترى راديو وفتح قهوة وصارت الناس تسمع راديو بالقهوة بس بعد بسنه من ما اشتراه صارت الحرب.

- عمليا كفرعنان كانت قرية غنية..
- طبعا كان فيها 5897 دونم زراعي، اسا ببلدنا عايش كتير بلاد يهودية منها كفار فرود، حوسين، كفار حنانيا، حزون وغيرهم.

- كان أهل كفرعنان يستوردوا أغراض من برا؟
- لا مصدر المعيشة الزراعة وكان في دكانه واحده لأحمد محمود حسين يوسف.

- احكيلي عن النساء في البلد، شو كانت تعمل؟
- اغلب شغلهم بالبيت وبالتربية وأيام الزراعة كانت المرا تشتغل مثل الزلمه وتجيب المي على راسها للبيت. أيام القمح تحصد كمان. من زمان كان في تعاون يعني اذا الواحد خلص أرضه يروح يعاون جاره اللي ما خلص أرضه. بالأعراس كانت النسوان تساعد بعضها، كل مرا تجيب حمله حطب ويولعوا نار والنار تضوي حوالي العرس. يعني النسوان يجيبوا الحطب والرجال يولعوا حوالي العرس

- من وين كانوا يجيبوا الحطب؟
- من منطقة جنبنا اسمها جُماره، كانوا يجيبوا الحطب أو ع الحمار أو على الروس. النسوان قبل كانت تتعب كتير، يعني المرا المخلفة كانت تحط سرير الولد على راسها وتنزل على الحصيدة.

- واللي يمرض وين يتعالج؟
- كان في دكتور اسمه الدكتور الياس من الرامه وكل يوم خميس يمر بطريق كفرعنان على المغار وبس يمر جنب بلدنا يزمّر بالسيارة، تنزل الناس والمرضى تستناه تحت ع الشارع  جنب شجرة السنديانه، لحد ما يرجع ويعالجهم. اليوم بسموها اليهود هرافي حلفتا (הרבי חלפתא)، وفي كمان دكتور اسمه ناجي بيضون هذا كان شاطر كتير، وكانوا يروحو عنده لما يتعبو كتير. هاي شجرة السنديانه كنا نزف عليها العرسان، من البلد فوق لحد الشجرة. هاي الشجرة كانت زي مقدسة عندنا، يعني مثلا واحد بتهموه انه سرق أشي، كانوا ينزلوه عند الشجره عشان يحلفوه انه ما سرق. وكمان المزارعين لما يروحو على السهل كانوا يحطو العود والحراث والسكه تحت الشجرة وما كان يصير عليهم اشي. هاي شجره السنديانه كنا نسميها أبو حجره زرقاء. اليوم اليهود ردعوا انه هاي المنطقة وين الشجره فيها قبور الهم واليوم حاطين لافتات مكتوب عليها قبر هرافي حلفتا ورافي يوسف ورافي شمعون، بس زمان ما كان حدا من اليهود يزوروا هاي القبور.

- يعني هاي القبور طلعت بعد ال 48
- اه بعد ال 48، لأنه قبل الاحتلال احنا كنا نقبر جماعتنا هناك. لبلدنا كان عنا مقبرتين، مقبرة جنب الشجرة ومقبرة فوق من شرق البلد. مثلا في واحد اسمه مهنا شقير قبرناه ع زمن إسرائيل أيام الحكم العسكري وواحد اسمه احمد سعيد كروم قبرناه هناك لحد ما اجا الحاكم العسكري ومنعنا.

- مين هذا مهنا شقير؟
- هذا واحد من كفرعنان سكن بالرامه ومات ورحنا قبرناه بكفرعنان، بعدين مات واحد اسمه احمد سعيد كروم من فراضة ورحنا عشان نقبره هناك واللا اجا علينا الحاكم العسكري كان اسمه دوف ومنعنا. وكان بده يقدمنا لمحاكمه لحد ما تدخل عضو كنسيت عربي وتعهدنا انه هاي أخر مره راح نقبر فيها هناك. هاي المقبرة كانوا يدفنوا فيها كمان بدو المواسي، هدول بدو كانوا عايشين بأراضينا ويتشغلوا فيها، كانوا يسرحوا بمواشيهم بأراضي البلد.

- لما كنا بالبلد حكيتلي عن معصرة هناك...
- هاي معصرة قديمة ما كانت على وعيي، أنا متذكر انه كانت المعصرة وما كان حدا كان يتسعملها وكانت تدور على حصان. على وعيي كانت الناس تروح تدرس بالمغار عند واحد اسمه عبد العايده وبابور الزيت بعده موجود لليوم وساكن فيه واحد اسمه محمود السيد

- الناس بالبلد كانت واعيه سياسياً وخصوصا أيام الثورة؟
- كان في ثوار ببلدنا، بذكر الناس كانت تحكي عن واحد اسمه أبو خضر انقتل وكان فيه واحد اسمه أبو ديه في فراضة بقولوه انه كان مع الثوار، وكنا نسمع عن الناس اللي أعدموهم بعكا مثل عطا الزير وفؤاد حجازي ومحمد جمجوم.

احنا اشترينا كفر عنان سنه 1945، البلد هاي كان يملكها واحد اقطاعي من لبنان اسمه فؤاد سعد. هاي الأرض أصلا أيام الأتراك كانت لأهل البلد بس أهل البلد ما كانوا يقدروا يدفعوا ضريبة للأتراك واجا فؤاد سعد ودفع الضريبة واشترى الأرض واحنا كنا ساكنين فيها ونشتغل فيها وفؤاد سعد يوخد نسبة واحنا نسبة. ب 1945 اجو اليهود بدهم يتشروا الأرض من فؤاد سعد، واجا واحد اسمه يوسف النحماني وبنحاس وعرضوا عليه مصاري كتير حتى يتشروها، قال لهم أنا ببيع البلد بس لأهل البلد. أهل بلدنا جمّعوا مصاري واشتروها من فؤاد. بعدها بثلاث سنوات صارت الحرب وراحت البلد. مره اجا اليهود واخدو أبوي المختار على تل ابيب وقالوله امضي ع بيع البلد بس أبوي ما رضي.

-  يعني أبوك كان واعي انه اليهود عم بشتروا أراضي عشان يسيطروا على المنطقة
- اه طبعا، أهل البد كلها واعية وما باعوا منها اي شيء.

-  ايمتا بكفرعنان بلشتوا تحسوا بخطر؟
- اجا جيش الإنقاذ من الدول العربية وقسم منهم عسكر ببلدنا بمحل اسمه نصب صالح، وكان قائدهم اسمه فتحي الدبرجان، ارمني. قبل ما سقطت البلد بثلاث أو أربع أيام هرب الجيش. الناس سمعت بالراديو انه اليهود عم بحتلو وانه الناصرة سقطت. أهل البلد اجتمعوا وقالوا انه ما في مجال للمقاومة ورفعوا الأعلام البيضاء وحطوا ملحفة كبيرة بيضاء على الشارع. اجا اليهود ولاقوا الأعلام ع السطوح وعلى الشارع الرئيسي، فات الجيش وما حكا لحدا. تاني يوم أجا الجيش كمان مره عند أبوي وطلبوا منه انه يجمع الناس عشان بدهم يعملوا إحصاء للسكان. وطلبوا من أبوي انه يقول للشباب الهربانه بالوعر انهم يرجعوا، وفعلا تجمعوا أهل البلد بمحل اسمه الربعان. صار الجيش يحط الشباب لحال والنساء والختياريه لحال. بعدها أخذو 7 شباب وقتلوهم على جنب الشارع وخلوهم هنا حتى الناس تشوفهم وتخاف تهرب من البلد، انا بذكر منيح مشهد الجثث على الشارع. الشباب هم: يوسف كايد، فواز إبراهيم الطه، حسن إبراهيم الطه، العبد الصفوري، سليمان احمد شقير، قاسم عز الدين من صفد، مسعود اسعد.

الجثث ضلت بالأرض فتره طويلة، وبعد فتره اجت واحدة اسمها أم برجس مرت طه، وواحدة اسمها وفاطمه ولموا العظام من تحت الزيتون ودفنوا الجثث. ام برجس كان ابنها بين القتلى، اخدت عظامه ودفنته بقلب مغارة. 

بعدين أجا الجيش وطلب من أبوي يجمع كل البواريد بالبلد. وبالفعل أبوي أعطاه كل البواريد. سألوا الناس مين بعد عنده بواريد الناس قالت ما في عنا بواريد. واللا واحد من الناس قال لا بعد في باروه عند خالد اليوسف ونايف السليم. اخذوا جميل ابن خالد اليوسف وراحوا معه ع البيت، دوّر ع الباروده الي مخبيها أبوه وما لاقاها، طخوه وقتلوه. هاي صاروا ثمانية قتلى. نايف السليم قالهم انا مخبي الباروده بالصبرة جوا، راحوا معه على الصبرة، فات هو وطلع للشمال وهرب باتجاه فراضة، صاورا ينادوا عليه ما رد وصاروا يطخوا بالصبرة. هو وصل للبنان وعاش هناك ومات وأولاده اليوم بالمانيا. بعدين اجا الجيش واخذ 35 شاب وأبوي معهم ع الأسر. في واحد حكالي قال إنهم احتلوا البلد ب 15/11/1948 ما كان طخ ولا مقاومه.


خزنة منصور ، اخت ابو مروان، اللتي تهجرت الى لبنان وماتت هناك، ماتت بنتها في جحرها وهي ترضعها بالمخيم من البرد والجوع

- وين اخدو الأسرى؟
- على سجن صرفند وبعد ست او ثمانية أشهر خيروهم، اللي بحب يطلع ويضلوا هون بضل واللي بحب يطلع على الدول العربية بطلع. أبوي قالهم أنا بدي ابقي هون وبدي ارجع على بلدنا. هو مفكر انه احنا بعدنا بكفر عنان وما عرف انه نقلونا ع مجد كروم الباقي ع  لبنان.

- احكيلي شو صار بالناس اللي بقيت بالبلد بعد ما اخذوا الاسرى وقتلوا الشباب؟
-  صاروا الجيش يطخ فوق راسنا حتى نهرب. بتذكر اخوها الصغير لمرتي كان اسمه محمد كان يخبط جنب دانه بس يصير الطخ، كان مفكر انه هيك ببعد الرصاص عنه. وصاروا يقولولنا لعند عبد الله اطلعوا... لعند عبد الله. الناس هربت، وبعد مده رجع قسم مهم على البلد وصار بالبلد اكثر من ثلثين الناس، وبعد بفتره اجا الجيش كمان مرّه وهجرهم على جنين. زوجتي واحده من الناس اللي هجروها كمان مره. 

انا وامي واخوتي طلعنا من أول مره على لبنان، طلعنا من كفرعنان ونمنا بحرش بيت جن، وبعدها طلعنا على حرفيش ومنها على رميش  ومنها على بنت جبيل، هناك قعدنا أسبوعين وسكنا بالجامع مع عشرات اللاجئين، وبعدين اخدونا على صور وهناك قعدنا خمس او ست شهور، وبعدين سفرونا من صور على عنجر على حدود سوريا، قعدنا حوالي سبع أشهر، وبعدها على طرابلس ومنها على النهر البارد. اليوم اغلب البلد موجودين بالنهر البارد وقسم منهم راح على سوريا وقسم على المانيا والسويد.

- كل الفترة اللي قعدتها بلبنان قديش كانت؟
- حوالي سنه ونص. احنا طلعنا ب 15/11/1948 ورجعنا ب 24/4/1950. رجعنا عن طريق الناقوره.


ما اخرجة والد أبو مروان من كفرعنان أيام التهجير

- احكيلي عن هاي الفترة الصعبة اللي انتو انتقلتوا من مكان لمكان، هاي فترة ما كانت سهله وظروفها صعبة وخصوصا انه كان شتاء وبرد
- لما كنا بصور كان في مجاعة كتير، الرجال كانوا يروحو يجيبو أكل، يعني احنا كان يطلع لنا رغيف واحد الي ولامي ولأخوي. أمي كانت تروح تلقط خبيزه بالوعر ونوكلها بلا خبز عشان نقدر نعيش (باكياً). الدنيا كانت برد كتير وشلحت أمي الجاكيت وغطتنا فيها. ولما رحنا على عنجر صار يطلعلنا اعاشه وكنا نوخد شوية عجوه وطحينه. كان سبع او ثمايه عائلات يسكنوا بشادر واحد مثل السردين. بطرابلس حطونا بشادر كبير بس كان فيه عشر عائلات. كان عندي اخت اسمعها خزنه خلفت بنت اسمها رحاب، ماتت البنت من البرد وهي ترضع فيها. أمي بالليل كانت تحط خيش وننام عليه حتى البرد ما يطلع علينا. ولما رجعنا ع مجد الكروم وكان الوضع نفس الشي وتنقلنا كتير من بيت لبيت، نمنا فتره بمعصرة وكنا نيجي نلاقي الدواب ماكلي اكلاتنا لأنهم كانوا يحطوا هناك دواب.

- الأشهر الأولى كانت كتير صعبة...
- كتير صعبه، ما كان معنا مصاري نشتري اشي، أمي تدور تشحد من البلاد ونوكل خبيزه، ما في غطا ولا فراش. إحنا لما جمعونا اليهود وأطلعونا فكرنا انه إحنا راجعين وما أخدنا اشي من البيت.


اولاد فاطمه وحسن منصور بجانب البراكية التي بنوها في حيّ الدبّة في قرية الرامه

- كيف رجعتوا من لبنان؟
-  رجعنا ع طريق الصليب الأحمر أنا ووالدتي وإخوتي وأولاد خالي رجعوا معنا. رجعنا من طرابلس ع بيروت، ببيروت عملوا لنا حجر صحي، حطونا بمحل أسبوعين وطعمّونا، وبعد هيك نقلونا بسيارات لراس الناقوره ومن هناك نقلنا من سيارات لبنانية لإسرائيلية والاسرائليين طعمونا ورشوا علينا اشي ابيض.  بمجد كروم قعدنا عن دار مصطفى الصالح وبعدها رحنا ع معصرة عند دار الشيخ دياب وبعدنا نمنا على سطح مخبز. كما هون وضعنا ما تحسن، لحد ما جينا على الرامه ب 1954.

- ليش اجيتوا على مجد كروم عن مصطفى طه؟ كيف عرفتوه؟
- سألنا وين الواحد ممكن ينام وقالولنا عنه. يمكن من منطلق شفقة أخذنا. ما بعرف السبب. احنا سكنا ببيتين منفصلات، أنا وأمي واوخوتي لحال وأبوي وخالتي لحال وسيدي لحال لأنه ما كان في بيت يوسع الكل. العائلة تقسمت لثلاث أقسام. وجينا ع الرامه وضلينا منقسمين هون. سكنا ببراكية لسنة الثمانين. وبعدين اجينا على حي الدبة بالرامه وهو حي مليان مهجرين من فراضة وكفرعنان.  وضلينا هون لحد ما امي توفت ب 1984.

- مين بقي من اخوتك بقي بلبنان؟
- أختي المتزوجة بقيت بلبنان مع جوزها، واجت مره واحد زيارة لهون وبس.

- شو صار بكفر عنان؟ متى هدوا البلد؟
- بس احتلونا هدموا حوالي سبع بيوت والباقي بعد بوقت. إحنا رفعنا قضية هم طريق محامي من الناصرة اسمه محمد نمر الهواري، عشان نرجع على البلد عام 1952، مثل اقرث وبرعم لما علموا، راحوا هدموا البيوت كله وراحت القضية. لما هدوا البلد انا كنت بالصف العاشر بالمدرس وسمعت الألغام والهدم، ورحنا ولاقينا فعلا البيوت بالأرض غير بيت واحد بقي وهو بيت خالد يوسف شقير اللي كان ع طرف البلد، وفي بيت من الشمال بيت سعيد محمد الناصر بقي، كان يزرع فيه دخان أيام كفرعنان. بس بعدين ما بعرف مين هده بعد هيك.

أنا من يوم ما أجيت على الرامة بزور البلد تقريبا كل يوم، بمشي من الرامه لكفرعنان، بمشي بالبلد بتذكرها وبمشي بين البيوت المهدودة وبعدها برجع على البيت.

- لما طلعتوا كان في سرقة من بيوت البلد؟
- كتير من القرى العربية المجاوره كانت تيجي تسرق من بلدن. بعد الاحتلال بقي بالبلد حوالي ثلاثين ختيار، وكانت السراقين تيجي عليهم وتسرق البيوت والختيارية ما يقدروا يقاوموا. كان نهب مش سرقة، كانوا يجيو يحملوا سيارات وما حدا يقول لا.

- شو صار بالختيارية بعد هيك؟
- أطلعهم الجيش على مجد الكروم. هاي مجد الكروم كانت مجمع للاجئين ولليوم ساكنين فيها عائلات من كفرعنان. بمجد الكروم اجو علينا وصاروا يعطونا هويات. اللي كان بالبلد اخد هوية زرقاء واللي هرب ع لبنان ورجع أعطوه هويه حمرا. أنا وأمي وإخوتي اخدنا هوية حمرا وأبوي أخد هوية زرقاء لأنه كان بالأسر وضله هون.

-----------------------------

مقابلة مع حسن احمد مصطفى احمد منصور
مكان الولادة: قرية كفرعنان (قضاء عكا)
السكن الحالي: قرية الرامة
تاريخ الميلاد:  20/12/1934
أجرت المقابلة: رنين جريس
تاريخ المقابلة: 1.9.2009