محمد سعيد زيدان

2009, Jul
الدامون

شهادة لاجيء

محمد سعيد زيدان

العمر 81 سنة

تاريخ الولادة: سنة 1928

مكان الولادة : الدامون

السكن الحالي: طمرة

أجرى المقابلة: رنا إدريس وأميرة عواد

آب 2009

 

" قبل النكبة، كنا نعيش أنا وأمي وأبي ,أنا ولد وحداني لعائلتي ,كان لي أخ واحد وأخت ولكنهم توفوا بعمر صغير جدا, الأخ كان اسمه قاسم وأختي نقية , توفيا وفاة طبيعية , أبي وأمي كانا يعملان في الفلاحة.

كان عندنا بيت واحد لنا وللحيوانات. كانت جهة للحيوانات وجهة كنا ننام بها, بيت مفتوح وكان له حمام خارجي. أما موقعه... كنا ساكنين بجانب العين تقريباً بالناحية الغربية الزيادني, بجانبنا يسكنوا دار عياشي , بقاعي , لوباني,عثماني, مراد, أبو علي. وكانت أيضاً ناس مسيحية، الآن هم بعبلين وشفاعمرو مثل دار إلياس ودار عبد الله يعقوب, وكان أيضاً دار الخوري.

العلاقات بين الناس قبل النكبة في الدامون كانت ممتازة جداً. لم يكن تفرقه بين المسيحية والمسلمين , أما بالنسبة للعلاقات بشكل عام بين العائلات فأحياناً كانت هناك خلافات قديمة بين العائلات.

كان في الدامون مختاران: مصطفى الحسين من الزيادنه (أبو علي), ومصطفى الخليل من البقاعية (أبو عطا).

وكان في البلد شخصيات بارزة أخرى: كان حياة محمد مهاوش رجل حالته المادية جيدة وكان طيب مع الناس, مصطفى عمر , وأبو علي المختار, محمد علي محمد من البقاعية, حياة أديب، حياة عبد الله الحمد عياشي, حياة سعيد المحمد, حسن الحمد, ومن اللوابنة خضر صالح أبو علي ومن المسيحية حياة عبدلله اليعقوب وميخائيل خوري. ومن الحارة الشرقية محمد عبد المجيد وحياة خضر الحسن من دار أبو علي وحياة أسعد أبو علي.

كل العائلات متداخلة ببعضها البعض(خلط بلط) من ناحية السكن. في الحارة الغربية كانوا ساكنين زيادني وعياشي. بحارة الجامع لوابنة وبقاعية. بالحارة الشرقية: أبو العبد, محمد عبد المجيد وأخوته ودار أبو علي وجاء العثمان وإبراهيم العثمان وغيرهم.

كان دكان بقالة عند واحد اسمه محمد إبراهيم عياشي, ودكان عند مصطفى المحمد في الشرق ودكان مصطفى الهندي.

كان هناك مسجد وكنيسة وكنا نتعلم بمدرسة غربيّ البلد خارج الدامون، وأيضاً كان هناك مدرسة دار عبد الله يعقوب وبعدها بنوا مدرسة بجانب التربة (القبور) ولكن هدموها اليهود.

كان هناك عيون ماء والعين الرئيسية, كان بيادر كثيرة من حد العين من قبلة (جنوب)، ومن الشمال ساحات وبيادر كثيرة, لم يكن هناك مضافة كل واحد يأتي عنده ضيف يستقبله ببيته.

القرى المجاورة للدامون: الرويس, البروة, كابول. العلاقات مع القرى المجاورة كانت جيدة جداّ، الناس كانت عايشة مع بعضها مثل الأخوة.

أكثر وسيلة مواصلات ونقل كانت مستعملة هي الحيوانات. اللي كان عنده سيارة كان بسافر فيها ولكنهم قلائل جداً, أو على الحصان أو الحمار.

كان يأتي باص إلى الدامون من عكا, وكل القرى المجاورة تأتي إلى الدامون لكي يركبوا فيه، وبقي حتى سنة ال 48.

لم يكن شوارع منظمة بالمنطقة, في الشتاء تدمر الطرق. بعد ال 48 ذهبنا إلى كفر مندا ولم يكن هناك شوارع .

كنا ننزل على المدينة (عكا) نشتري ملابس. كان هناك الناس يشتروا قماش ويخيطوا في البلد قنابيز وشنتات. كانت الناس تحرث الأرض على الفرس , وتزرع بدون أسمدة، كل شيء طبيعي, كنا نزرع قمح, بطيخ , ذرة بيضاء وبندورة, كان لكل شخص بيدر , كل شخص يعبّي مونته بأكياس والزيادة ينقلها لعكا بواسطة الدواب ويبيعها هناك.

العادات الاجتماعية: الأعراس عندنا كان يشترك بها كل الناس، نحتفل لمدة 10- 15 يوم قبل العرس. من الحارة الغربية يشرّفوا على الحارة الشرقية. علاقات الناس جيدة جداً, كان العرس الرسمي يوم أو يومين مثل اليوم.

وبالأتراح أيضاً كل الناس تشترك في تشييع الجنازات، المسيحية والإسلام، لا يوجد فرق. المسيحية كانت أقلية ولكنهم ناس طيبين.

والاعياد، مثل اليوم بالضبط، الناس تعايد على بعضها البعض,على الأقارب والأصحاب. بعيد الفصح عند المسيحية الكل يعايد. العلاقه علاقه جيده جدا بين بعض واحترام بين المسيحي والمسلم.

كانت الناس تقضي وقت بالسهل. عندما تطلع إلى السهل في الصيف هذه متعة ونزهة بالنسبة لهم.

البريطانيون كانوا حاكمين بدون موافقتنا. حكمهم واضح، المذنب يتعاقب, المفتري يوجه إلى المحكمة, هم احتلوا البلاد قبل موافقتنا. لم يكن هناك استغلال بين الناس لم يكن تهجم, المذنب يعاقب.

اليهود: كان هناك ناس لها علاقة مع اليهود كان أشخاص يتعاملوا مع اليهود, قسم كان يشتغل مع اليهود, حتى كان واحد يشتري أرض لليهود، قبل ما يحتلونا، وكانت له علاقة خاصة معهم.

اليهود ذهبوا إلى دير ياسين وقتلوا أهلها ودمروها، فلولا دير ياسين لم تكن دولة إسرائيل.

متى استوعب الناس أن الدامون تحتل؟ كانت الناس في البلاد واعية وتشوف. احتلوا عكا وحيفا, حينها عرفنا إنهم سيحتلون الدامون. اليهود احتلوا البروة، ومن البروة انتقلوا إلى الدامون. كانت هنالك مواجهة تتصدى لليهود, كان بعض أشخاص يدافعوا عن الدامون، ولكن الناس خافت وخرجت من البلد, كان هناك 20 شخص يدافعون عن الدامون، هؤلاء الأشخاص اللي كان معهم إمكانية أن يشتروا سلاح, الناس هربت بدون أي شيء وتركت بيوتها مفتوحة.

عندما خرجتم كان لديكم الامل بأن تعودوا؟

كان امل ولكن ضعيف.

ذهبنا إلى كابول، سكنـّا بعض الأيام عند الحاج مصطفى، أنا وأمي وأبي، وبعدها انتقلنا إلى دير حنا وسكنـّا هناك عند أقارب، وبعدها ذهبنا وسكنا في كفر مندا لمدة 13 سنة, في كفر مندا سكنـّا في بيت سليمان السليم، قريب إلنا. وبعدها انتقلنا إلى طمرة سنة ال 60، إحنا ودار أبو نايف واشترينا هذه الأرض.

في الدامون، كانت الناس تأتي من الخارج ليسكنوا في الدامون, أراضيها كثيرة والناس تحب تيجي عليها. أنا كنت بالدامون السنة، وبتمنى أرجع للدامون ولو أعيش بخيمة".