عقدت الامسية يوم الاربعاء 22.4.2015, مساء يوم "الاستقلال الاسرائيلي"، الساعه 20:30 في مكتب جمعية ذاكرات. 
(الامسية باللغة العبرية)

" ألوم الذاكرة لأنها تخونني وألومها لأنها ترفض أن تخونني، ولا أعرف كيف أتعامل معها، بكثير من الحب أم بحقد أعمى"

سلمان ناطور، من الكتاب

مثل حبات المسبحة تتوالى الحكايات في كتاب سلمان ناطور، "حدثتني الذاكرة ومضت". هذه المسبحة التي يمكن أن نقلب حباتها ونلامسها ونصغي إلى ما يمكن أن يكون على هوامش وعينا وهو الأسئلة التي يطرحها كاتب والإجابات التي يقدمها عدد كبير من المسنين. وكذلك ما كان يحكيه لنفسه لكي يدرك ويحقق ويتذكر.
من هو الشيخ مشقق الوجه؟ لقد ولد في عدد من القرى. ذاكرته تشمل كل شيء لكنها تبقى محلية. يتذكر التفاصيل الصغيرة لكن الكبيرة أيضا والمصيرية. يتذكر أسماء الأماكن وأسماء القتلى وفي أحيان لا نعرف لماذا يتكلم وفي أحيان أخرى يصر على أن الحكاية هي الشيء الوحيد الذي يتركه بعد موته. وما هي البلاد التي يصورها الكتاب؟ كيف يمكن أن نتعايش مع خوائها وكيف نصغي إلى حكاياتها؟
كتاب سلمان ناطور؛ حدثتني الذاكرة ومضت- سيرة الشيخ مشقق الوجه، يضم حكايات لا حصر لها حول الصدمة التي ألمت بالشعب الفلسطيني عام 1948 وما تلاه. إنه أحد الكتب الأولى التي واجهت بجرأة رواية النكبة وذاكرتها بكافة أوجهها ومعانيها. والآن بعد ثلاثين عاما على نشره مسلسلا ادبيا في مجلة شهرية، ها هو ينقل إلى اللغة العبرية بترجمة وضعها بعناية يهودا شنهاف شهرباني وعقب عليها بتحليل معمق.


كتبوا عن "ذاكرة"

* إنها "ذاكرة" حياة تواجه ذاكرة موتٍ عند الإسرائيليين، فإذا كان الإسرائيليون قد استعمروا هذه البلاد قادمين على أسطورة المحرقة، فإن الفلسطينيين يواجهون الإبادة والنفي بما زرعوه وتركوه من حياة على هذه الأرض المثمرة بالحضارة والتاريخ والثقافة والإنسانية، فلا يحتاج الفلسطينيون إلى خرافةٍ لتأويل أسطورتهم وتبرير وجودهم. (عيسى قراقع)

*"لقد استطاع ناطور من خلال "ذاكرة" نفض غبار السنين عما خزنته ذاكرة جيل كامل من الفلسطينيين لم يكل ولم يمل، ليكتشف لنا أن في الذاكرة شيء غير وجه الهزيمة والنكبة، إنما الهوية والكينونة"(أحمد محيسن)

* في كتاب " ذاكرة" هناك جمال فلسطين المتواضع والطيب. المباشر والصريح والذي لا يتحمل التنظيرات والتعقيدات الأيديولوجية. هناك طيبة النساء وترابط الإنسان مع محيطه ، تلك الجمالية التي وثّقت الفلسطيني مع أشجاره ، دابته ، وعبق الريحان والزعتر والنرجس (د.صلاح محاميد)

* هذه الذاكرة هي حكايات بسيطة لكنها تكشف عن عالم كبير، فيه ألم بحجم المأساة وفيه ابتسامة بحجم سخريات القدر وفيه حكمة بحجم العالم الفلسطيني العبثي. انها ذاكرة الكاتب الخاصة، وفي الوقت نفسه ذاكرة شعبه، ذاتية وجماعية، له وحده ولنا جميعا، عنه كمن لا يحتفل بيوم ميلاده وعنا كمن نحتفل بمناسبات موتنا واستشهادنا. (مسرح السرايا – يافا)

"* ذاكرة" الأديب سلمان ناطور هي ذاكرتنا ، تعيش في أعماق أعماقنا، ربما لم نعاصرها جميعا، لكن النص الرشيق إستطاع أن يستحضرها الينا وهناك حضناها، لا بل خضنا غمارها. عاندناها أحيانا وإنسبنا مع الجميل منها في أحيان أخرى. (فراس خطيب)

* سلمان ناطور هو من رواد جيل المخضرمين في الأدب الفلسطيني. يكتب منذ قرون ويبدو أنه سيكتب لقرون. سخريته مهدت لما نحياه اليوم، ونظرته الحاذقة العميقة إلي القصص المتوارثة عن آبائنا وأجدادنا تفكك هذه القصص إلي عواملها الأصلية. (علاء حليحل)

* "ذاكرة"، رحلة الى الماضي من موقع الحاضر تحرك في مشاهديها جانبا من فلسطينيتهم وتجعلهم يحلقون في سماء الامل والحنين الممزوج بالواقع الانساني المتطلع الى المستقبل . هذه المسرحية ليست ذاكرة الماضي بقدر ما هي ذاكرة الحاضر , وهذا التناقض الزمني هو نفسه الذي يميزها . (د. جوني منصور)

* وهنا لا تفرّق ذاكرة المبدع بين كيّانها المتأصّل في تاريخيّة وجودها والتّائقة الى وطن جديد يسوده العدل وتحضر فيه قيّم التّسامح وبين ذاكرة شعبه الذّي يرفض الاحتلال وينتصر دائما لكرامته ولتاريخه ولأجيال المناضلين المبدعين والمفكّرين من أبناء فلسطين الذّين لا زالوا يتشبّثون بكلّ حبة تراب من ثرى وطنهم الغالي ومازال الكبار منهم يحتفضون بمفاتيح دورهم العتيقة في رام اللّه والقدس وحيفا وفي كلّ المدن والقرى الفلسطينيّة (عبد الرحمن المرساني)

* أراد سلمان ناطور في "ذاكرة" أن يتحدث عن الجانب الإنساني للقضية الفلسطينية، فخاطب العالم، بأسلوبه الإنساني، لان الفن والأدب والثقافة، والمسرح، أدوات لمخاطبة الوجدان والوعي، من خلال أداة جمالية، وهي مساهمة متواضعة، في صياغة الرواية الفلسطينية الشفوية لبناء الذاكرة الفلسطينية والجماعية. (هبة الطحان)