الطابغة

معلومات

قضاء: طبرية

عدد السكان عام 1948: 380

تاريخ الإحتلال: 04/05/1948

مستوطنات أقيمت على أراضي البلدة قبل 1948: لا يوجد

مستوطنات أقيمت على مسطّح البلدة بعد 1948: لا يوجد

خلفية:

كانت الطابغة مبنية في رقعة مستوية من الأرض على الشاطئ الشمالي الغربي لبحيرة طبرية, الى الشمال من سهل يدعى غوير أبو شوشة. وكانت طريق فرعية أخرى تصلها بقرية السمكية المجاورة. وكان في الطابغة, وفي جوارها ينابيع عدة. وعُدّت القرية قائمة في موقع قرية هيبتابيغون (Heptapegon) القديمة (الاسم اليوناني يعني الينابيع السبعة) وقد عرفها الصليبيون باسم (مِنسا كريستي).
في سنة 1596, كانت الطابغة قرية في ناحية جيرة (لواء صفد) وعدد سكانها 44 نسمة وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير كالماعز وخلايا النحل والبساتين وفي سياق الكلام على المنطقة أتى الرحالة السويسري بوركهات الى ذكر احد ينابيع الطابغة, وقال إن ماءه مالح. وأشار الى وجود منازل وطاحونة قرب النبع والى أن نفراً من السكان يعتاش من صيد السمك. كما أن عالم الكتاب المقدس الأمريكي ادوارد روبنسون شاهد طاحونة أو اثنين في تلك الناحية وذكر أنهما تعملان بماء أحد الجداول وأن ثمة طواحين أخرى لا تعمل. وكانت هذه الطواحين ملكاً للحكومة وكان عدد من سكان صفد يشغلها.

في أيام لانتداب صنفت الطابغة مزرعة في معجم فلسطين الجغرافي المفهرس وكانت منازلها تمتد في موازة شاطئ البحيرة وفي موازة الطريق الفرعية التي تصل القرية بطريق طبرية - صفد العام. وكان عدد سكانها 330 نسمة: 310 من المسلمين و 20 مسيحياً. وكانت الزراعة عماد اقتصاد القرية, وإن كان شجر الزيتون مغروساً في الجزء الشمالي من أراضي القرية, وتفصله عن موقعها بقعة غابات صغيرة المساحة. وكانت بساتين الموز تغطي سبعة دونمات كما كانت شجرات نخيل تنمو جنوبي القرية. في 1944/1945 كان ما مجموعه 2728 دونماً مخصصاً لزراعة الحبوب,287 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين.

قديماً كانت الطابغة موقعاً لكنيسة بيزنطينية يعود تاريخها الى القرن الرابع للميلاد, كانت شيدت إحياء لذكرى معجزة "تكثير الارغفة" التي وصفت في الأناجيل. وبيّنت التنقيبات الأثرية في الكنيسة ان بناءها أعيد في القرن الخامس قبل أن تدمر ثانية في أثناء الغزو الفارسي سنة 614 م, في أرجح الظن. وقد سلِمت الفسيفساء التي كانت فيها, والتي تدل على مهارة فائقة. وعلى مسافة يسيرة في اتجاه الغرب, تقع خربة عريمة التي أجريت فيها تنقيبات أثرية في الثمانينات من القرن الحالي, والتي تشتمل على دلائل تظهر أنها كانت آهلة في العصرين البرونزي والحديدي. والى الجنوب منها, وعلى شاطئ البحيرة تقع خربة المنية التي تضم أثار قصر شيد أيام خلافة الوليد بن عبد الملك الأموي (الذي حكم منذ سنة 705م الى سنة 715م). وفي الثلاثيات من هذا القرن عثر فريق من علماء الآثار الألمان على خزفيات عربية ونقوش داخل القصر. ومن الآثار أيضا دينار ذهبي سُكّ في سنة 707م, باسم الخليفة المذكور. ويقع جنوبي الموقع, وعلى الإحداثيات عينها, خان المنية الذي بناه سيف الدين تنكيز (توفي سنة 1340) والى الشام من قبل السلطان المملوكي ناصر الدين محمد بن قلاوون (1279-1290). وقد أتى الى ذكر الخان نفر غير قليل من الرحالة العرب والغربيين, منهم المتصوف الشامي الشيخ عبد الغني النابلسي (1689), وعالم الكتاب المقدس الأمريكي إدوارد روبنسون (1841), والرحالة السويسري بوركهات (1822), الذين أشاروا باخضرار المنطقة وحسن العمارة.

احتلال القرية
احتلت الطابغة وطرد سكانها ودمر عدد من منازلها في 4 أيار / مايو 1948, أو بُعيد هذا التاريخ. جاء ذلك في سياق عملية مطاطي (المكنسة) التي وضع البلماح مخططها ل(كنس) العرب خارج منطقة غور الأردن, شرقي صفد. وكانت عملية مطاطي هذه جزءاً من عملية يفتاح الكبيرة (أنظر آيل القمح, قضاء صفد). وقضت الأوامر التي صدرت الى قائد السرية بان يشن هجوماً على الطابغة وقريتين غيرها, وان يطرد سكانها وينسف منازلهم.

ذكر المؤرخ الإسرائيلي بني موريس أيضا, أن سقوط طبرية في أواسط نيسان/ ابريل قد استتبع هجرة جزئية من القرية وفي مقابلة أجريت مع سكان الطابغة قالوا انهم هربوا اولا الى قرية السميكة المجاورة والتي كان سكانها يملكون خمس بنادق ويظنون أنهم يستطيعون بها الدفاع عن أنفسهم. وفي 4 أيار/ مايو, شاهدوا دخاناً يتصاعد من الطابغة. وفي وقت لاحق من اليوم نفسه اقتربت سيارات مصفحة من السمكية. ثم تبين أن النار أضرمت بمنازل الطابغة, فاستولى الذعر على السكان وراحوا يفرون باتجاه سوريا من دون أن يتسنى لهم جمع أمتعتهم، إذ كان جنود الهاغاناه يطلقون النار فوق رؤوسهم. ثم إن عدداً قليلاً من سكان القرية تمكن من العودة إليها في الأيام اللاحقة, لكن دوريات الهاغاناه نجحت في غضون بضعة أسابيع, في الحؤول دون عودة أي شخص إليها.

القرية اليوم
ينتشر في أرجاء موقع القرية, الذي تغطي الأشواك والصبار جزءاً منه أكوام الحجارة وبقايا الحيطان الحجرية المتداعية ولا تزال الكنائس والأديرة والمقامات المجاورة له قائمة. ويستعمل جزء من الأرض المحيطة بالموقع مرعى للمواشي, بينما يزرع الإسرائيليون الجزء الآخر. وتعتبر المنطقة كلها موقعا سياحياً إسرائيلياً مهماً.
لا مستعمرات إسرائيلية على أرض القرية.

-----------------------

المصدر: وليد الخالدي، كي لا ننسى (1997). مؤسسة الدراسات الفلسطينية‎
 

فيديو

كتيبات

آخر