ابو الفضل (عرب السَتَريّة)

معلومات

قضاء: الرملة

عدد السكان عام 1948: 590

تاريخ الإحتلال: 01/06/1948

الوحدة العسكرية: جفعاتي

مستوطنات أقيمت على أراضي البلدة قبل 1948: لا يوجد

مستوطنات أقيمت على مسطّح البلدة بعد 1948: أحياء في بئر يعقوب (وهي رمبام وهرتسل)

خلفية:

كانت القرية قائمة على رقعة مستوية من الأرض في السهل الساحلي الأوسط، قريباً من اللد والرملة. وكان خط سكة حديد رفح - حيفا يمر بالجزء الجنوبي منها. وكان البدو الذين استوطنوها قد قدموا، في الأصل، من بلدة خان يونس المجاورة، وكانوا يُعرفون بعرب أبو الفضل أو السترية. كان سكان أبو الفضل كلهم من المسلمين، وتنتشر منازلهم في أنحاء الأراضي الزراعية. وكانت هذه الأراضي وقفاً للفضل ابن العباس، الذي ربما كان ابن عم النبي محمد (ص). وأرجح الظن أن القرية سُميت تيمناً به. صُنفت أبو الفضل مزرعةً في (معجم فلسطين الجغرافي المفهرس) (Palestine Index Gazetteer). وكان سكانها يعملون بصورة أساسية في الزراعة البعلية والمروية، فيعنون بالحمضيات والزيتون والخضروات والحبوب. كما كانوا يهتمون بتربية المواشي. في 1944/1945، كان ما مجموعه 818 دونماً مخصصاً للحمضيات والموز، و1035 دونماً للحبوب، و822 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين.  

إحتلال القرية

يشير المؤرخ الإسرائيلي بني موريس إلى أن سكان القرية تشتتوا في أثناء عملية براك، متأثرين بسقوط قرية مجاورة ربما كانت بير سالم. وقد جرى ذلك في 9 أيار/مايو 1948، عند بداية عملية براك؛ إذ أقدم لواء غفعاتي على "تطهير" المنطقة الساحلية الواقعة غربي اللد والرملة. لكن المرجّح أن تكون القرية احتُلت بعد شهرين؛ ذلك بأن خريطة الهاغاناه الخاصة بعملية داني تدل على أن أبو الفضل كانت بين القرى التي اجتيحت في تموز/يوليو 1948، خلال ذلك الهجوم. كانت عملية داني أكبر عملية هجومية شُنّت في فترة الأيام العشرة بين هدنتي الحرب، وتمت على مرحلتين: ففي المرحلة الأولى (9-12 تموز/يوليو) تمكّن الجنود الإسرائيليون من السيطرة على طريق رام الله - اللطرون العام. وفي المرحلة الثانية (13-18 تموز/يوليو) تمكّن الجنود الاسرائيليون من السيطرة على طريق رام الله-اللطرون العام. قام بتنفيذ المرحلة الأولى قوة مختلطة، قوامها ثلاثة ألوية من البلماح (هرئيل ويفتاح واللواء الثامن، أو المدرّع) وكتيبتا مشاة: إحداهما من لواء كرياتي، والأخرى (كتيبة المشاة الثالثة) من لواء الكسندروني. وقد قاربت وحدات من لواء يفتاح اللد والرملة من الجنوب، بينما قاربها جنود الألوية الأخرى من الشمال مستولين على القرى الواقعة في طريقهم. بيّنت خطة المرحلة الأولى من العملية أن قرية البرّية، من قرى قضاء الرملة، ستُستخدم منطلقاً لوحدة إسرائيلية تطوّق مدينتي اللد والرملة وتعزلهما عن مناطقهما الخلفية. وبعد تطويق المدينتين بحركة كماشة، شنّت الوحدات الإسرائيلية هجوماً على اللد، التي سقطت مساء 10 تموز/يوليو. بعد الاستيلاء عىل اللد، عمدت هذه الوحدات إلى الانتشار كالمروحة في مناطق اللد الخلفية، مجتاحة مجموعة من القرى في سهل اللد - الرملة والمشارف الغربية لمدينة القدس. واستناداً إلى موريس، فإن قرى كثيرة دُمرت تدميراً كاملاً بُعيد الاستيلاء عليها. وفي 10 تموز/يوليو، أمرت القيادة العامة للعمليات لواء يفتاح واللواء الثامن بأن ينسفا معظم منازل الطيرة، وأن يستبقيا بعض المنازل قائماً لإيواء حامية صغيرة. وكانت الأوامر الصادرة إلى لواء يفتاح تنص على (التحضن في كل موضع يتم الاستيلاء عليه، وتدمير كل منزل لا يراد استعماله [لإيواء الجنود الإسرائيليين]). وقد عوملت قرية عنّابة المجاورة المعاملة نفسها. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز أن "اليهودية (العباسية)" و"رنتية" (وكلتاهما في قضاء يافا) و"قولة" (في قضاء الرملة) احتلت في ذلك الوقت. ولا ذكر في ذلك كله لما حل بالسكان الذين فرّوا إبان الهجمات، أو طُردوا من ديارهم بُعيد دخول الجنود الإسرائيليين. هوجمت الرملة واحتلّت في 12 تموز/يوليو. وفي اليوم نفسه، انتشر بعض الوحدات الإسرائيلية إلى الشمال منها لحماية الجانب الشمالي من العملية. واستولت الكتيبة الثانية من لواء الكسندروني على مجدل يابا، منتزعة السيطرة على هذه القرية من القوات العراقية التي كانت تدافع عنها. بعد ذلك بدأت المرحلة الثانية من عملية داني، التي ترامت حتى ممر القدس. وقد كُلّف لواء هرئيل احتلال بضع قرى إلى الشرق وكانت الخطة الأصلية تقضي، استناداً إلى ((تاريخ حرب الاستقلال))، باحتلال اللطرون ورام الله وإحكام السيطرة على طريق القدس. أُمرت القوات الإسرائيلية بمهاجمة بيت نبالا حيث كان الجيش العربي أقام، بعد سقوط اللد والرملة، خط دفاع ثانياً، مركّزاً فيه إحدى السرايا (نحو 120-150 جندياً) وفي 13 تموز/يوليو 1948، طُرد سكان اللد من مدينتهم، وأشار الجنود الإسرائيليون على الكثيرين منهم بالذهاب إلى بيت نبالا (التي كانت لا تزال في يد العرب). ثم احتُلت بيت نبالا في وقت لاحق من ذلك اليوم، بعد قتال (شديد) استعمل الطرفان فيه السيارات المصفحة؛ وهذا استناداً إلى التقارير البرقية. في اليوم التالي، وردت تقارير تفيد بأن بيت نبالا أصبحت منطقة محايدة، لكن من دون (أن تشكل بعد ذلك تهديداً للد والرملة) اللتين كانتا، كلتاهما، في يد الإسرائيليين. استولى الإسرائيليون على برفيلية وبير معين والبرج وسلبيت في 15 تموز/يوليو 1948. وفي اليوم التالي، حاول الجيش العربي أن يسترجع السيطرة على برفيلية والبرج وسلبيت، بفصيلتين من المشاة ورتل مدرّع قوامه عشر مصفحات، بحسب ما ودر في (تاريخ حرب الاستقلال). وقد جاء في الرواية: اتجهت المصفحات نحو البرج، فتركها رجالنا تتقدم حتى بيوت القرية، وعندها فتحو عليها نيراناً مضادة للدروع. وبعد معركة استمرت أربع ساعات، انسحب العدو ساحباً معه قتلى وجرحى، وتاركاً على أرض المعركة أربع مصفحات وعدداً من القتلى. وفي الوقت نفسه، أطلقت مدافع الهاون خاصتنا ورشاشاتنا الثقيلة نيرانها على قوات مشاة العدو، لكنه انسحب قبل أن نتمكن من استكمال تطويقه. ويقول المؤرخ الفلسطيني عارف العارف إن محاولة استرداد قرية البرج صَدّت تقدم القوات الإسرائيلية على هذا المحور. وتباينت التقديرات بشأن عدد الإصابات في هذه المعركة؛ إذ يذهب (تاريخ حرب الاستقلال) إلى أن ثلاثين عربياً قتلوا وخمسين آخرين جرحوا، بينما قتل ثلاثة يهود وجرح سبعة غيرهم. لكن عارف العارف يذكر أن سبعة من الجنود العرب استشهدوا، وأن ستة مفقودين اعتُبروا في عداد القتلى، وأن ثلاثة جُرحوا. وجاء في تقرير لوكالة إسوشيتد برس، في اليوم التالي، أن القوات الإسرائيلية المتمركزة في قريتي بير معين والبرج أخضعت طريق اللطرون - رام الله العام لنار الأسلحة الخفيفة. مع اقتراب الهدنة الثانية، وتحريك القوات الموجودة في المنطقة نحو جبهات أُخرى، قرر قائد العملية أن يعزل اللطرون عن القرى المتاخمة لها، وأن يهاجمها من الشرق. غير أن القوة التي كُلفت عزل القرية أخفقت في مهمتها، ومنيت بتسع عشرة إصابة في مجابهتها الجيش العربي، بحسب ما جاء في الرواية الرسمية الإسرائيلية. أما المحاولة السادسة والأخيرة لاحتلال اللطرون، قبيل الهدنة الثانية في 18 تموز/يوليو، فتمثلت في هجوم صدامي مباشر شنته وحدات من لواء يفتاح. وكانت قوات يفتاح معززة ببضع عربات مدرعة، اشتملت على دبابتين من طراز كرومويل وصلتا لتوهما من القطاع الشمالي. لكن هذه المحاولة أخفقت أيضاً من جراء بعض المشكلات التقنية التي طرأت على إحدى الدبابتين. وبما أن سلوك القوات الإسرائيلية في أبو الفضل يشبه سلوكها في اللد المجاورة لها، فمن المرجح أن يكون من تخلّف في القرية من السكان طُرد في اتجاه الشرق. ونظراً إلى القرائن المستدلّة من (تاريخ حرب الاستقلال)، فمن المرجح أن تكون أبو الفضل احتلت في 12-13 تموز/يوليو 1948.  

القرية اليوم

لم يبق قائماً من منازل القرية الأصلية سوى خمسة منازل، وهي مهجورة ومتداعية. أحد هذه المنازل يقع على طرف بستان حمضيات، وهو مبني بِلَبِن أسمنتية، وله أبواب ونوافذ مستطيلة الشكل وسقف قرميدي مائل. ويقع منزل آخر، مؤلف من ثلاث حُجرات، وسط بستان حمضيات. وينبت بعض شجر السرو والخروع ونبات الصبار في الموقع، في حين أُنشئ بعض الأبنية الإسرائيلية في الجوار. أما الأراضي المحيطة، فيزرعها الإسرائيليون. 

------------

المصدر: وليد الخالدي، كي لا ننسى (1997). مؤسسة الدراسات الفلسطينية 

 

 

 

صور

فيديو

كتيبات

آخر