قدَس

معلومات

قضاء: صفد

عدد السكان عام 1948: 450

تاريخ الإحتلال: 31/10/1948

مستوطنات أقيمت على أراضي البلدة قبل 1948: لا يوجد

مستوطنات أقيمت على مسطّح البلدة بعد 1948: يفتاح

خلفية:

كانت القرية  قائمة على هضبة عند طرف واد صغير تجري فيه عين ماء. ومن هذا الوادي كان سكانها يحصلون على المياه للاستعمال المنزلي. وكانت الطريق الفرعية التي تمر بقرية النبي يوشع المجاورة تصلها بالطريق العام المفضي الى صفد. وتدل النقوش والبقايا الأثرية على أن المنطقة المجاورة للقرية من الشرق كانت بلدة رومانية وبيزنطية مهمة.

في أواخر القرن التاسع عشر وصف مؤلفو كتاب "مسح فلسطين الغربية" وصفاً مفصلاً الآثار الظاهرة الباقية من هذه البلدة القديمة كما كشفت التقنيات الأثرية في الموقع هيكلاً رومانياً يعود تاريخه الى القرنين الأولين للميلاد. وفي العصور الإسلامية الأولى، كانت قَدَس بلدة من أعمال الأردن آنئذ وقد وصفها الجغرافي العربي المقدسي الذي كتب في سنة 985 م بأنها مدينة صغيرة على سفح الجبل كثيرة الخير ودونها ثلاث عيون ماء وحمام، وكان في سوقها مسجد وشجرة نخيل. 

في سنة 1596.كانت قرية في ناحية تبنين (لواء صفد) وعدد سكانها 319 نسمة وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والقطن, بالإضافة الى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل والبساتين ومعصرة لعصر الزيتون أو العنب.

في أواخر القرن التاسع عشر وُصفت قَدَس بأنها قرية مبنية بالحجارة على حرف جبل، وكان سكانها الذين قُدّر عددهم بين 100 و 300 نسمة يزرعون التين والزيتون. وقد ظلت قدس جزءاً من لبنان حتى سنة 1923, حين رُسمت الحدود بين فلسطين ولبنان وكان سكانها كلهم من المسلمين.

كانت كمية هطول الأمطار في المنطقة ومياه العيون المجاورة أكثر من كافية للزراعة، فأتاحت لقَدَس أن تطوّر قاعدة اقتصادية زراعية سليمة تقوم على الحبوب والفاكهة والزيتون.

في 1944 1945, كان ما مجموعه 5709 من الدونمات مخصصاً للحبوب و156 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين. وكان في القرية معصرة زيتون.

إحتلال القرية
بعد الاستيلاء على صفد في 11 أيار /مايو 1948، أُمرت القوات المشاركة في عملية يفتاح (أنظر آبل القمح , قضاء صفد ) بالتقدم شمالاً. وفي ليل 14 -15 أيار /مايو تقدمت كتيبة البلماح الأولى في اتجاه قَدَس وجارتها المالكية، وذلك استنادا إلى "تاريخ الهاغاناه" وتزعم رواية الهاغاناه أن قَدَس وقعت في يد تلك الكتيبة عند الصباح، لكن وحدات لبنانية اجتازت الحدود في وقت لاحق من ذلك وشنّت هجوماً مضادا واسع النطاق، مجبرة قوة البلماح في الانسحاب من القرية. غير أن الجيش اللبناني أُوقِف في قدس ولم يتقدم أكثر بسبب خسائره الجسيمة في أثناء العملية وبسبب الغارات الإسرائيلية المزامنة التي شُنّت على أهداف داخل الأراضي اللبنانية.

ظل الجيش اللبناني في القرية أسبوعين وفي 28 - 29 أيار / مايو وبعد انتهاء عملية يفتاح رسمياً، نفّذ الإسرائيليون خدعة متطورة لاسترداد السيطرة على قَدَس والمالكية. وتذكر رواية الهاغاناه الرسمية أنها أرسلت رتلاً مدرعاً الى لبنان عبر طريق آخر، ثم توجه هذا الرتل جنوباً صوب المالكية زاعماً أنه من جملة التعزيزات اللبنانية. ولما طُوّقت القريتان على هذا النحو، سقتطا في يد الاسرائيلين. لكن بعد أسبوع أو أكثر قليلاً, أعاد الجيش اللبناني تجميع قواته في هذا القطاع وقام بمحاولة أخرى لأخذ القريتين، فاسترد قَدَس في 7 حزيران \ يونيو بعد دخوله المالكية في السابق. وبات في وسع القوات العربية دخول فلسطين مرة أخرى من لبنان. وتزعم الهاغاناه أن وحدات جيش الإنقاذ العربي سرعان ما انتشرت في الجليل الأوسط، تحسباً لهجوم إسرائيلي. ومن الجائز أن تكون قوات الجيش اللبنانية وجيش الإنقاذ مكثت في القرية الى ما بعد الهدنة الثانية في الحرب، حين وقعت القدس مرة ثانية في أيدي الإسرائيليين خلال عملية حيرام (أنظر عرب السمينة قضاء عكا ) في أواخر تشرين الأول /أكتوبر 1948، وربما سقطت مع المالكية في اليوم نفسه.

لا يُعرف بدقة متى نزح السكان لكن من الجائز أن يكونوا هُجّروا من جراء الهجوم الأول في 14 -15 أيار /مايو ,استناداً الى البيانات الاستدلالية التي جمعها المؤرخ الإسرائيلي بني موريس فبعيد الهجوم الأول ,أعربت المستعمرة المجاورة (كيبوتس منارة) عن مخططاتها بالنسبة الى أراضي القرية وعن رغبتها في ضمّها، مُبيّنة أن هذه الأرضي مؤاتية للمحاصيل الشتوية، ويضيف موريس أن هذا الطلب يدل على الاهتمام بأكثر من مجرد الزراعة الموسمية العابرة. غير أن رغبة الكيبوتس لم تلب، في الأرجح، الا عندما احتلت قَدَس ثانية في تشرين الأول /أكتوبر. 

القرية اليوم
أنسئت مستعمرة يفتاح في سنة 1948 على أراضي القرية الى الشمال الشرقي من موقعها وتستعمل مستعمرة مالكية التي أُسست في سنة 1945 ومستعمرة نفتالي التي أنسئت في سنة 1945، أراضي القرية.

تتبعثر الحجارة من منازل القرية المدمرة في أنحاء الموقع ولا يزال بعض الحيطان المهدمة جزئياً ماثلاً للعيان قرب عين الماء وينتشر في أرجاء الموقع أنواع من التوت والصبار والتين والكينا. أما المناطق المستوية من الأراضي المحيطة فقد غرس فيها شجر تفاح، وتوفر العين مياه الشرب للمواشي.

-------------------

المصدر: وليد الخالدي، كي لا ننسى (1997). مؤسسة الدراسات الفلسطينية‎

فيديو

كتيبات

آخر