لماذا اخترتنّ اسم 'ذاكرات'؟ هل جميعكنّ نساء؟


يوجد في جمعية ذاكرات أعضاء وعضوات من جميع المشارب الجندرية. لقد تم اختيار اسم "ذاكرات" لأننا نؤمن بأن نوع الذاكرة السائد في المجتمع الإسرائيلي بشأن حرب 1948 هو ذاكرة عسكرتارية وشوفينية بطبعها، وهي تتعامل بصورة أساسية مع المعارك، والحملات العسكرية، والاحتلالات، وتمجيد البطولة. لقد اخترنا استخدام الضمير المؤنث في "ذاكرات"، تعبيرا عن محاولتنا لخلق بديل نسوي يطرح على جدول الأعمال مواضيع أخرى، كحياة التجمعات البشرية التي عاشت في البلاد حتى عشية الحرب، ومصائر النساء والرجال والأطفال الذين كوّنوا هذه التجمعات البشرية.

تماشيا مع النهج التاريخي للنسوية الجذرية، نعتقد بأنه لن يمكن إدراك معنى النكبة بصورة منفصلة عن الخبرة الحياتية للنساء، وهي خبرة يتم تجاهلها في أحيان متقاربة. ولن يكون أيضا بوسعنا إدراك السياقات والأدوار الجندية في الحاضر، بمعزل عن تداعيات النكبة والتأثير الاستعماري على المنطقة.

في الواقع الذي يدور فيه صراع حول ما الذي ينبغي تذكّره، وكيفية تذكّره، فإن عملية التذكر نفسها هي عملية سياسية. إن الكشف عن الحقيقة التاريخية المعرضة للإسكات، والمعرضة للإنكار، هي هدف رئيسي لذاكرات منذ تأسيسها، إلا أن مهمتنا لا تقتصر على هذا فحسب. نحن نؤمن بأن الذاكرة وتحمل المسؤولية حول النكبة الفلسطينية من قبل الجمهور اليهودي في إسرائيل هما شرط أساسي وضروري للإصلاح، ولكن هذا ليس شرطا كافيا. فالنكبة ليست حدثا تاريخيا حصل لمرة واحدة، بل هي عملية مستمرة حتى اليوم، وخصوصا طالما أن اللاجئين محرومين من حقهم في العودة. إن الاعتراف بحقوق اللاجئين، في نظرنا، هو مفتاح لإنهاء استعمار الحيّز وإنهاء صهينته، وهو يخلق حلّا عادلا ومستداما. وعلى أي حال، فنحن نؤمن بأن أي حل سياسي يجب عليه أن يصاغ من خلال العمل المشترك والمتفق عليه بين سكان البلاد واللاجئين بأنفسهم.