* قتل أكثر من 120 عربياً في الشجرة
* قصفت طائراتنا مدينتين من مدن "المثلث"
* احتلال المالحة جنوبي القدس ومحاصرة عين كارم حسّن بشكل ملحوظ الوضع في جبهة القدس
* في ضواحي المدينة الجنوبية هوجمت تجمعات العدو بنار المدفعية وبدأ العرب بمغادرة قراهم في تلك المنطقة ..[..]

------------

تم احتلال قرية المالحة وموقعين متاخمين لها مع فجر يوم الأربعاء من قبل قوات جيش الدفاع الإسرائيلي ووحدة من "الإتسل". في نهاية المرحلة الأولى من العملية التي بدأت بعد منتصف الليل بعشر دقائق تركت قوات العدو القرية قبل شروق الشمس بنصف ساعة وانسحبت نحو الجبال القريبة تحت نيران مدفعيتنا.

لم تزل الرشاشات تطقطق وقذائف المدفعية تصفر بين الحين والآخر فوق الرؤوس ساعة طلع الصباح، وانكشفت من خلال الظلمة بيوت القرية المحتلة واحداً واحداً. آثار إصابات قصفنا – حيطان مخرمة، أسطح مهدمة وعمدان مصدعة – ظاهرة من كل الاتجاهات. فعلاً، هذه الحملة هي العملية العسكرية الأولى التي تم تنفيذها ضمن تنسيق تام بين القوات المختلفة. من الشُعب الثلاث التي اجتاحت القرية كانت المركزية لرجال "الإتسل" وشعبتان لجنود جيش الدفاع اللذين أمّنا الأطراف من الشرق ومن الغرب ثم انضموا إلى معركة الاحتلال.

قبلها، في مستهل الليلة قصفت عين كارم بقذائف مدفعية وانهالت من مواقعنا نيران الرشاشات على مواقع الجيش الأردني. وعند منتصف الليل أطلقت النار باتجاه بيت صفافا الواقعة شرق المالحة، وفي نفس الساعة بدأت القوى اليهودية بالتقدم نحو الوادي الفاصل بين المواقع اليهودية الأكثر تطرفاً من ناحية جنوب غرب القدس وبين قرية المالحة.

هجوم  مباغت
كان الهجوم هذه المرة مفاجئاً: لم تطلق النيران على القرية إطلاقاً. وكان القمر لا زال على الطرف الغربي حين بدأ شبابنا بالتقدم نحو الحرب. مع اختفاء القمر وصلت الشعب الثلاث إلى أماكن استعدادها: السرب الغربي كان مهيأ للصعود إلى موقع عالٍ يسيطر على الطريق المؤدي إلى عين كارم، حتى يمنع تقديم مساعدة للقرية المهاجَمة. وتقدم السرب الشرقي إلى فرع القرية الواقع في الوادي، حيث تعتبر المدرسة الواقعة بينه وبين مركز القرية قاعدة قوية. وقد ألقيت على السرب المتوسط مهمة المداهمة جنوباً نحو مركز القرية والانضمام هناك إلى السرب القادم من الشرق، بعد احتلال المدرسة، في هجوم مشترك على منطقة المسجد المحاط بأربعة أبنية قد حصنت بالأسمنت – ومن هناك الصعود جنوباً نحو موقع "الراس" المسيطر على كل المنطقة. شعر العدو أن شيئاً ما سيحدث. إلا أنه لم يعرف بالضبط أين ستتمركز قوات إسرائيل. لم يعرف بالضبط ما هي خطة قيادة جيش الدفاع. كان واضحاً أن من الجبهة الجنوبية ستصدر عملية – لكن الجبهة الجنوبية تبدأ في عين كارم وتمر بالمالحة وبيت صفافا حتى دير مار إلياس وصور باهر وسلوان. في كل مكان من هذه الأماكن كانت إشارات تدل على إمكانية حدوث شيء ما.
       
قصف بالهاون والمدافع
قبل هجوم القوات على المالحة بدأت قاذفات الهاون تقصف بيت صفافا بينما قامت المدافع بقصف مار إلياس ومواقع المدفعية العربية القريبة من الطنطورة، القريبة منه من جهة الغرب. عند الساعة 2:30 حين بدأ الهجوم لم يكن العدو واثقاً بعد أين ستكون المعركة المركزية. قاوم العرب بشكل ما لمدة ساعتين ونصف، أحياناً كانت المقاومة شديدة، خاصة في محيط المدرسة والمسجد مارس العرب (أغلبهم متطوعون من وراء نهر الأردن) قتلاً جدياً. دوّت المدافع و"طرطرت" المدافع الرشاشة بالتناوب، امتزجت أصوات الرشاشات والبنادق مع أصداء دويّ المدافع – من أسلحتنا وأسلحة العدو. على قمة جبل مدوّرة وقفت مدرعة للجيش العربي وحاولت تعطيل الاستيلاء على الموقع المرتفع، مهمة ألقيت على السرب الغربي، وبهذا حاولت أن تقدم المساعدة للمالحة.

ثلاث ساعات
لم يفكر عرب بيت صفافا بتقديم المساعدة لأن النيران انهالت أيضاً عليهم مهددة بفتح طريق لهجوم سريع لسلاح المشاة هاجمت المدافع العبرية مدافع المصريين في الطنطورة وقاذفات الهاون الإسرائيلية قصفت بين حين وآخر المدرعة. استمرت عملية احتلال القرية ومواقعها الحيوية مدة ثلاث ساعات. كان يمكن إتمام المهمة خلال نصف ذلك الوقت لولا الرغبة في تجنب وقوع ضحايا غير ضرورية. فقط حوالي الساعة الخامسة بدأ السباق مع نجم الصباح الذي قد بزغ في الشرق. كان من الضروري إتمام الاحتلال حتى طلوع النهار، ثم التحصن والاختباء في القرية والاستعداد لهجوم مضاد. حينها جرح ملازم آخر، ومقاتل إضافي جرح بشكل طفيف.
احتلال المالحة يتمم فصل عبن كارم ويقدّم سريات جيش الدفاع في جنوب غرب القدس. تقدمنا خطوة إضافية نحو تحرير القدس من عمليات قصف عمياء.