لتحميل الكتيب، اضغط\ي هنا

عملية إعداد كتيب أبو كبير فعل مناهض للاستعمار، فهو ينطوي على عملية لا تقتصر على التصور النظري فحسب: بل إنها عملية لإنهاء الاستعمار، المتمثلة فيّ إنتاج المعلومات والمعرفة. يصدر هذا الكتيب فيّ وقت تتصاعد فيه الهجمة على غزة والمجزرة بحق الشعب الفلسطينيّ. لكن هذا الكتيب ليس كتيبا تذكاريا، وهو لا يأتيّ، بكل تأكيد، من باب ״التخليد״، كما أنه ليس مجرد نتاج بحث أكاديميّ تاريخيّ. هذا الكتيب يهدف إلى خلق لقاء بين الجمهور والنكبة التيّ حصلت آنذاك، والنكبة المستمرة حتى الآن، وذلك، لأنه، على وجه الخصوص: قد ُكتب فيّ وقت الحرب على غزة، التيّ امتدت إلى هجوم على لبنان. يتوجه هذا الكتيب بشكل خاص إلى الجمهور اليهودي الذي يعيش فيّ هذه البلاد، انطلاقا من القناعة القائلة بأن التعلم عن النكبة، ودور إسرائيل فيّ نشوء واستمرار الكارثة الفلسطينية خطوة ضرورية نحو الإصلاح. إن ״ذاكرات أبو كبير״ هو الكتيب السادس والستون فيّ سلسلة الكتيبات التيّ تصدرها جمعية ذاكرات لتوثيق الأماكن التيّ احتلتها إسرائيل ودمرتها
وهجرت سكانها منذ عام 1948.

حول المشروع: التعلم التشاركي - المجتمعي بوصفه أداة تربوية سياسية

ليس هذا الكتيب مجرد وثيقة – بل هو شهادة على قوة مجتمع "ذاكرات". فبفضل القيادة المثابرة لدى يارا شاهين غرابلة، المؤرخة والناشطة الملتزمة، تم إنجاز هذا المشروع بفضل مهارات وأصوات وقلوب مجتمع ذاكرات.

عبر عام من المأساة التي لا يمكن تصورها، وفي ظل استمرار أزمة غزة التي تمزق قلوبنا، توحد مجتمعنا بعزيمة أقوى من أي وقت مضى. هذا الكتيب هو نتاج حوارات، وذكريات، وشهادات، وجهود بحث جماعية. إنه يمثل التزامنا المشترك بالاعتراف بنكبة عام 1948، ومواجهة النكبة المستمرة، وتحقيق رؤية حق العودة للشعب الفلسطيني. فمنذ انبثاق الفكرة، التي ولدت من الشرارة التي ومضت في أعين المشاركات في جولتنا الأولى في أبو كبير (التي تقع فيما يطلق عليه اليوم "بارك هحورشوت")، ومرورًا بالأبحاث والجولات الميدانية المستقلة التي بادرت بها عضوات وأعضاء المجتمع إلى أراضي القرية، يشكل هذا المشروع مسارًا إضافيًا يشارك فيه أعضاء مجتمعنا – كما هو حال قراء الكتيب – في إعادة الدراسة المتجددة للحيز المحلي.

في إطار هذا المشروع، انطلقت المشاركات في جولة مستقلة في سكنة أبو كبير، من دون أن تكون لجولتهنّ مرشدة ومن دون أن تكون لديهن معرفة سابقة، بهدف زيارة المكان وتأمله بأعين جديدة. وذلك من خلال اختيارنا، أولاً، أن نتعلم من الميدان نفسه، مما نراه ونعثر عليه، اتجهنا لأنفسنا تفكيك طبقات معرفتنا السابقة، وإعادة اكتشاف المكان. لقد أتاح لنا هذا الاتجاه كشف سرديات مخبوءة، وتحدي الافتراضات المسبقة، وتطوير إدراك أكثر عمقاً لتاريخ أبو كبير وواقعها الحاضر.

هذا المشروع مثال حي على أن الدعم الذي نستمده من مجتمعنا، في أحلك الأوقات، هو أكثر أهمية من أي وقت مضى. لقد أثبت لنا هذا المشروع أننا حينما نتّحد، فإننا سنتمكن من إلقاء الضوء على الماضي، ومواجهة الحاضر، وصياغة مستقبل أكثر عدالة. وهو يذكرنا بأن التعليم الأساسي والذاكرة هما أدوات قوية في رحلتنا الجماعية هذه نحو الاعتراف، والعدالة، والمصالحة.

تتقدم ذاكرات بجزيل الشكر لكل فرد من أفراد مجتمع ذاكرات، ساهم في هذا المشروع، سواء أكان ذلك من خلال مشاركة ذكرى، أو إجراء بحث، أو تقديم الدعم. إن تفانيكم، خصوصًا في مثل هذه الأوقات الصعبة، يشكل منارة أمل بالنسبة إلينا. عسى ألا يكون هذا الكتيب فقط تصحيحًا لعملية محو أبو كبير، بل أيضاً احتفاء بالصلابة، والتضامن، والالتزام الراسخ في مجتمعنا بالحقيقة والعدالة.

طاقم ذاكرات

لتحميل الكتيب، اضغط\ي هنا