مخيم الشاطيء

منطقة: غزّة

حجم المخيم: 0,52

عدد السكان: 84,968

ar_lang.Established date: 1948

خلفية:

يعد مخيم الشاطئ مخيم مدني حيث أطلق المسمى غالباً على ما يكون موقعه بأطراف المدينة أو داخلها، فتنعكس طبيعة حياة المدينة على سكانه، وأعمالهم وأشغاله، وجزء كبير منهم ينخرطون ويندمجون مع أهل المدينة. المخيم متداخل مع بلدية غزة ويشرف عليه مجلس بلدي.

تتميز المخيمات من حيث موقعها الجغرافي، بأنها كانت على تخوم حدود البلديات، والمدن التي هاجر باتجاهها اللاجئين، ومع مرور الزمن والتوسع العمراني السكاني للمدن والمخيمات، باتت هذه المخيمات أجزاء تتلاصق بالمدن، ويوجد صعوبة الفصل بين حدود وبيانات التجمعات السكانية للمدن والمخيمات في قطاع غزة، حيث أن عدداً من المخيمات أصبحت بلديات، مثل: مخيم النصيرات، المغازي، والبريج، وبقية المخيمات الأخرى ونتيجة للنمو العمراني أصبحت أجزاء من البلديات، مثل: جباليا، ودير البلح، ورفح، والشاطئ، ولذلك فقد تم اعتبارها تجمعات تابعة للبلديات.

يقع مخيم الشاطئ على شاطئ البحر المتوسط، وإلى الشمال من رصيف الميناء في غزة، ويبعد حوالي 5 كم عن مركز المدينة ممتداً من منطقة المشتل الحكومي شمالاً، وحتى ميناء غزة جنوباً، أما الحدود الشرقية فهي تتصل مع حدود منطقة الرمال، وقد أعِد المخيم على أثر نكبة عام 1948 لاستقبال خمسة وعشرين ألف لاجئ قدموا أساساً من مناطق مختلفة مثل: اللد، ويافا، وبئر السبع، والمجدل ، حيث سكن بعض الأهالي في منطقة عسقولة في المنطقة الواقعة بجوار اتحاد الكنائس، وأرض حلزون بالقرب من مستشفى الشفاء، ثم تحرّك الناس إلى منطقة اسمها الخميرات القريبة من تموين الشاطئ.

يأخذ مخيم الشاطئ الطريق الرئيس تجاه (شمال جنوب)، موازي للساحل، وبلغ طول الطريق الرئيس في المخيم (1.310م)، أي ما نسبته (46.6%) من مجموع الطرق في المخيم والبالغة (2.810م)، والطريق الرئيس معبد، وقد بلغ عرضه (12م)، والطريق يشتمل على المحلات التجارية، والمسجد، وبعض المدارس، وعيادة صحية، أما بالنسبة إلى الرصيف في الشارع الرئيس فقد بلغ عرضه مترين، وحالة سطح الطريق جيدة، الإنارة متوفرة بنسبة (50%) ورغم الموقع المتميز للمخيم على شاطئ البحر إلا أنه لم تستغل تلك الميزة إلا كمصدر رزق من الصيد، وبقيت المنازل المطلة على الشاطئ كما هي صاج وقرميد، وحوائط متداعية، ولكن أراضي المخيم تخلو تماماً من المناطق الزراعية وذلك لكثرة المساكن فيه وللازدياد الشديد جداً في السكن.

تقع مخيمات اللاجئين على أراض حكومية، وأراض خاصة، استأجرتها وكالة الغوث الدولية، وبالتالي أصبحت هذه الأراضي تحت تصرف الأمم المتحدة.

يُعد مخيم الشاطئ من أكثر مخيمات القطاع من حيث عدد المساكن المأهولة، وتمتاز البيوت بضيق المساحة، وعدم توفر التهوية، وقلة المطابخ المنفصلة، وانعدام التسهيلات الواجب توافرها في المطبخ كتسخين الماء، والمعتمد عليه بطرق بدائية، حيث يستخدم الفحم والخشب، والغاز، رغم كل ما تسببه تلك المواد من آثار صحية سيئة على الجميع، مثل: ضيق التنفس عدا عن أخطار الحريق، أما عن المجاري فإن معظم البيوت تخلو منها، وهناك بيوت تفتقر إلى الحمامات.

يحتوي مخيم الشاطئ على ما يزيد عن 2500 مسكناً، لكن المظهر الخارجي للمنازل يظهر مدى ما يعانيه سكان المخيم من معالم الفقر حيث الفتحات الصغيرة للشبابيك المكونة من الصفيح والخشب، وأسوار عالية، وواجهات المباني بدون ترميم، والغالبية العظمى للمساكن تتكون من طابق أرضي.

يرجع الارتفاع الكبير في أعداد الشقق في هذا المخيم إلى أنه يقع على أطراف مدينة غزة جهة البحر، وبالتالي بالقرب من المناطق الحيوية من المدينة، لذلك تأثرت بعادات سكان المدينة، ومنها السكن في الشقق، وهناك سبب آخر يرجع إلى انتعاش الوضع الاقتصادي للسكان، وبالتالي بدأ السكان يتزايد وانضم اليه لاجئين من القرى والمدن الساحلية الواقعة في جنوب فلسطين ووسطها والتي تتبع لقضاء غزة وبئر السبع ويافا والقليل منهم من منطقة الشمال، ومن هذه القرى والمدن: هربيا، بربرة، برير، الجورة، ودمرة، والجية، وجولس، والمجدل، وحمامة، وأسدود، والبطاني، وعبدس، وسمسم، وهوج، وكرتية، والمسمية، واللد، والرملة، والخصاص، ويبنة ، كذلك من السوافير الشرقية، نعلية، حيفا، يافا، ودير سنيد. وقد تجمع اللاجئون من كل منطقة لجأوا منها في مربع داخل المخيم، فمثلاً أهل حمامة تجمعوا في منطقة شاطئ البحر الغربية وكانوا يعملون في مهنة الصيد، وفي بيع الخضار حيث يقومون بجلب الخضروات من عبسان، وبني سهيلا، وتباع في السوق، أما منطقة المجادلة فهي موجودة في شرق مخيم الشاطئ، وتمركز أهل القرى في وسط المخيم، مثل: أهل بربرة، وبرير، واسدود، وبيت جرجا. أما أهل حمامة الذين هاجروا من ديارهم فقد استقروا على شاطئ بحر مخيم الشاطئ امتداداً من نادي الشاطئ على شاطئ البحر، وحتى نهاية الشارع المؤدي إلى المشتل في مخيم الشاطئ الشمالي، وهناك عائلات من المخيم من حمامة استقرت فيه، مثل: عائلة أبو سلطان، عروق، شبير، الخواجا، الشريف، شامية، وقد عمل أهالي حمامة بحرفة صيد السمك، وبيع الخضروات، والعمل في الزراعة لدى ملاك الأراضي في غزة.

------------

  1.  شناعة، إياد: مخيمات اللاجئين في فلسطين (1950_ 2000م)، رسالة دكتوراه، ص 40، 53.
  2.   دائرة شؤون اللاجئين: مخيمات اللاجئين والانتخابات المحلية (الضفة الغربية وقطاع غزة)، منظمة التحرير الفلسطينية، 2005م، ص 26.
  3.   محسن، عبد الكريم: مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بين الواقع وطموحات المستقبل حالة دراسية مخيم الشاطئ بمدينة غزة، ص 7.
  4.   بوكاي، لوتيسيا: عنف السلام في غزة، ترجمة: حليم طوسون، ص 212.
  5.   محسن، عبد الكريم: الطابع العمراني لمدينة غزة، رسالة ماجستير، ص 293.
  6.   الحاج، علاء حسن: مخيم الشاطئ، مجلة البيادر، السياسي، ع 419، ص 68.
  7.   صالحة، رائد: الاستخدام السكني للأرض في محافظات غزة، رسالة ماجستير، ص 251.
  8.   الرمحي، خلود: الاثار البيئية للاحتلال الإسرائيلي على الطفل الفلسطيني، مجلة صامد، ع 91، 1993م، ص 123.
  9.   صالحة، توثيق: مدينة غزة، ص 307_ 308.
  10.   السهلي، نبيل: اللاجئون الفلسطينيون في قطاع غزة، ص 215.
  11. أبو جابر، إبراهيم، وحماد، حماد وآخرون: موسوعة إحياء الذاكرة الفلسطينية، جرح النكبة، ج3، ص 181.