رؤيتنا

ذاكرات (جمعية مسجّلة رقم 580389526) هي جمعية تعمل منذ عام 2002 على الكشف عن المعلومات التاريخية المتعلقة بالنكبة الفلسطينية، وتسهيل الوصول إليها، باللغة العبرية، من أجل تعزيز مساءلة الجمهور اليهودي في إسرائيل للنكبة وإحقاق حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

خلفية

إن النكبة، التي تعني "كارثة" بالعربية، هي اسم لعملية متواصلة من نزع ملكية الشعب الفلسطيني لأراضيه وممتلكاته. بدأت هذه العملية قبل عام 1948 بوقت طويل، مع السعي الصهيوني إلى تحويل أكبر قدر ممكن من الأراضي ليصبح مقتصرا على استخدام اليهود وحدهم. لقد مثّلت حرب 1948 ذروة هذه العملية: فإلى جانب الفظائع المرتكبة في الحرب، والمجازر، والاغتصاب، والنهب، فإن النكبة هي أيضا هدم ما يزيد عن 600 بلدة وتحويل أكثر من 750000 من الرجال والنساء والأطفال إلى لاجئين. يشكل هؤلاء نحو 85% من السكان الفلسطينيين في الأراضي التي أنشئت عليها دولة إسرائيل.

ليست النكبة حدثا تاريخيا فحسب، بل هي عملية مستمرة حتى اليوم، أولا من خلال منع عودة اللاجئين، مما يشكل انتهاكا للقانون الدولي، وثانيا من خلال مواصلة نهب الشعب الفلسطيني وقمعه بوسائل مختلفة،/ منها: تقسيمه إلى وحدات منفصلة ذات مكانات قانونية مختلفة (لاجئين، خاضعون للاحتلال العسكري في الضفة الغربية، سكان غزة المحاصرة، فلسطينيون ظلّوا في أراضي دولة إسرائيل ومنهم مهجّرون داخليون، سكّان القدس، سكان القرى غير المعترف بها)، والمصادرة الممنهجة للأراضي والأملاك، واستخدام القوة العسكرية، والاعتقالات الإدارية، وفرض القيود على الحركة، والتمييز في مجالات التخطيط والإسكان وغيرها. وإلى ذلك، فإن طرد الفلسطينيين لم يتوقف مع انتهاء حرب 1948، بل استمر على مدار سنوات الخمسينيات، مرورا بحرب 1967 حيث تم اقتلاع أكثر من 350 ألف رجل وامرأة، وحتى اليوم (في أماكن عديدة من ضمنها شرقي القدس، والنقب، وجنوبي جبل الخليل).

الرؤيا

لقد حققت ذاكرات ومنظمات أخرى نجاحا باهرا في استدخال موضوع النكبة التاريخية في وعي اليهود القاطنين في البلاد. ومع ذلك، فإن مجرد ظهور النكبة في الخطاب الإسرائيلي ليس مرتبطا بعد، بالاعتراف الواسع وتحمل المسؤولية أو في إدراك السيرورة المتواصلة من نهب الفلسطينيين، والتي تستمر حتى اليوم. وترى ذاكرات بأن إحلال السلام لن يتم إلا بعد إنهاء استعمار الأرض، وبعد أن يتمكن جميع سكان البلاد ولاجئيها من العيش فيها من دون أن يتهددهم خطر الإبعاد، أو القمع، أو منع العودة. ترى ذاكرات في ممارسة عودة اللاجئين الفلسطينيين والحياة المشتركة جزءا لا يتجزأ من عملية إقامة مجتمع يرتكز على المساواة، ومزدهر، ومشترك لجميع الساكنات والساكنين في البلاد، بوصف ذلك هو التصحيح الضروري للنكبة.

ترى ذاكرات أن العودة هي عملية طويلة ومتعددة الأبعاد، ولا تشمل فقط العودة الفعلية للاجئين إلى داخل حدود البلاد، لكنها تشمل أيضا إحداث تغيير عميق في المجتمع، وهو التحول الذي سيتيح الحياة بكرامة وحرية لجميع العائدات والعائدين، ولجميع سكان وساكنات البلاد، في ظل إطار مشترك وقائم على المساواة. إن العودة موجودة في قلب هذا التغيير، الذي سيقاد من قبل العائدات والعائدين أنفسهم. وبالاستناد إلى هذا الفهم الموسّع، فإن العودة ستبدأ قبل وقت طويل من عودة اللاجئين، وهي ستستمر لوقت طويل بعد ذلك أيضا.

الأهداف

من أجل تعزيز رؤية ذاكرات، تعمل الجمعية على تحدي وتشجيع التغيير في الوعي، والتغيير السياسي والثقافي في أوساط الجمهور اليهودي في البلاد، من أجل خلق الظروف الملائمة لعودة اللاجئين الفلسطينيين وإرساء الحياة المشتركة في البلاد. إن التركيز على جمهور الهدف اليهودي متأتٍّ من مسؤوليته العملانية والأخلاقية عن اللجوء الفلسطيني، وهو أيضا متأتًٍ من موقع القوة الذي يمتلكه هذا الجمهور، والامتيازات الحاصل عليها في ظل النظام القائم، كما أن الأمر متأتٍّ أيضا من رؤية هذا الجمهور بوصفه جزءا ضروريا من الحل المستقبلي.

طرق العمل

توفر ذاكرات القدرة على الوصول إلى المعرفة الموجودة بشأن النكبة الفلسطينية وحق العودة، للجمهور اليهودي في إسرائيل على وجه الخصوص، وذلك بواسطة الجولات في المواقع الفلسطينية التي تم إخلاؤها من سكانها، وتم هدمها خلال النكبة، وأيضا من خلال الدورات التدريبية، وورش العمل، والنشاطات المباشرة في الميدان، والحملات والنشاطات العامة، وبواسطة قاعدة بياناتنا ثلاثية اللغة. كما تخلق ذاكرات أيضا معرفة جديدة، ومواد تعليمية وأدوات تربوية نوفرها للإسرائيليين الراغبين في الدخول في عملية التغيير هذه، وفي التعلّم من الآخرين والأخريات وتعليمهم/نّ.