لمشاهدة التقرير المصور حول الجولة اضغط/ي هنا

تقع أطلال قرية البصة بين مباني مدينة شلومي الإسرائيلية، لا سيما في المنطقة الصناعية فيها. هدمت السلطات الإسرائيلية كل أحياء ومباني القرية الفلسطينية ولم يبق منها سوى القليل، خاصة مبانيها المقدسة، ولكنها بوضع مزرِ من الإهمال والتصدع والتدنيس.

هجـّر أهالي البصة إلى لبنان سوى بضع عائلات نزحت بعد الاحتلال إلى قرى فلسطينية في الجليل، وأصبح أبناؤها لاحقاً مواطنين في دولة إسرائيل، وظلوا بعلاقة مع قريتهم رغم تدميرها، وقد رافقنا بالجولة هذه عدد منهم. 

بدأت الجولة من المدخل الرئيسي للقرية، كما كان قبل النكبة، وهو اليوم عند دوار يلتقي فيه شارع ساندي أزولاي، هو شارع رقم 899، مع شارع الراب عوزيئل في مدينة شلومي. سرنا من الدوار باتجاه الشمال، حيث المنطقة الصناعية، في شارع بدون اسم، سنسميه هنا شارع البصة الرئيسي. المسافة بين الدوار وحدود لبنان لا تتعدى الكيلومترين. عندما نظرنا باتجاه الشمال رأينا أبراج الرادار على قمة جبل المشقح، حيث الحدود بين دولة إسرائيل ودولة لبنان. من على جبل المشقح اضطر أهالي البصة للنزوح واللجوء إلى لبنان هرباً من نيران المحتل الإسرائيلي الذي أتمّ احتلال القرية في 14.5.2012

بدأنا المسير في شارع البصة الرئيسي باتجاه الشمال. المبنى الأول على جهة اليمين (الشرق) هو مبنى حديث لونه أبيض كتب على مدخله بالعبرية " الكنيس القديم / باب الرحمة / شلومي". بني هذا الكنيس مكان منزل عائلة خياط الفلسطينية. خلف الكنيس زرنا مبنى قديماً مهجوراً. كان هذا، حتى النكبة، فندق ومقهى إبراهيم خياط. في الساحة التي أمام الفندق كانت محطة حافلات وسيارات أجرة. من هنا كان يمكن أن تستقل سيارة أجرة إلى بيروت، وفي الفندق كان ينزل أيضاً ضيوف من لبنان وسورية.

عدنا إلى شارع البصة الرئيسي. اتجهنا شمالاً. بعد الكنيس مباشرة على جهة اليمين بمحاذاة الشارع، رأبنا مبنى ذا طابقين من حجر وفي ساحته الخلفية شجرة عملاقة. كان أهل البصة يسمّون هذا المنزل "دار الستات الألمان" نسبة للراهبات الألمانيات اللاتي كنّ يسكن في المبنى وفتحن فيه مدرسة ابتدائية وكنيسة بروتستانتية. خليل عاصي، لأجيء من البصة يسكن حالياً في كفر ياسيف بالجليل، رافقنا في الجولة وقال إن بيته الذي ولد فيه كان قرب هذا البيت وأشار إلى ركام منزله بين الأعشاب شرقي الشجرة. 

عدنا إلى شارع البصة الرئيسي وتوجهنا شمالاً. بعد عشرات الأمتار فقط، على جهة اليمين، تقف الكنيسة الأرثوذكسية. مبنى جميل، على واجهته فوق الباب يطلّ صليب من حجر رخام أبيض، كتب تحته بالعربية أن البناء شيّد سنة 1898. دخلنا إلى الكنيسة، رغم أن الطريق إليها مدمّر والدرج الذي صعدناه ما هو إلا بعض حجارة طوب غير متماسكة وضعها لاجئو القرية. قاعة الكنيسة كبيرة، مهملة، متصدعة الحيطان وأرضيتها محفـّرة. قال إلياس واكيم إن الأيادي العابثة تقوم بين الحين والآخر بأعمال تخريب في الكنيسة وتدنّس قدسيتها. وما زال لاجئو البصة يطالبون باستعادة الأماكن المقدسة في قريتهم لترميمها وصيانتها. كذلك هو وضع المقبرتين المسيحية والإسلامية الواقعتين غربي القرية داخل المنطقة الصناعية، خلف مصنع "نوجه". يقول واكيم واكيم إن الإسرائيليين قتلوا عند مدخل الكنيسة عدداً من المواطنين المدنيين، ويشهد والده إلياس واكيم (أبو سليم) أنه يعرف عن طفل عمره 12 عاماً وأخته ابنة 14 عاماً قتلهما الإسرائيليون بدم بارد عند الكنيسة أمام عيون أبيهما.  

 عدنا إلى شارع البصة الرئيسي. تقدمناً قليلاً ورأينا قرب الكنيسة من جهة الشمال منزلاً مهجوراً. طابقه الثاني مزيّن بقناطر. هذا هو منزل عائلة الخوري. وقرب المنزل رأينا مقام الخضر. مبنى صغير مع قبة. كان هذا المقام مقدساً لدى أهل البصة المسلمين والمسيحيين على السواء. في تلك المنطقة كان أيضاً حي سكني عامر، إلا أننا لم نر خلال الجولة سوى منازل مهدمة.

عدنا إلى شارع البصة الرئيسي. بعد بضعة أمتار إلى الشمال قطعنا الشارع إلى الجهة المقابلة ودخلنا يساراً في طريق ترابي يوصل إلى مسجد البصة. مبنى مستطيل الشكل ذو طابق واحد مبني من حجر، تحيط به ألواح معدنية نصبتها "إدارة أراضي إسرائيل" لمنع الدخول إلى المسجد بحجة خطورة المبنى. بعد الاحتلال هدمت السلطات مئذنة المسجد، وقد رأينا القسم السفلي من المئذنة بالزاوية الشمالية الشرقية من المبنى ويصل درجها الداخلي حتى السطح فقط. دخلنا المسجد عبر إحدى الفتحات بالسياج. قال أبو سليم إن اليهود الذين سكنوا البصة استعملوا المسجد على مدى عشرات السنين كإصطبل لحيواناتهم. وفي عام 2000 بدأت الجمعيات الإسلامية وأهالي البصة بترميم المسجد، كما لاحظنا على الجدران الداخلية، إلا أن السلطات الإسرائيلية أمرت بوقف أعمال الترميم وأغلقت المكان.

عدنا إلى شارع البصة الرئيسي. تقدمنا بالسير نحو الشمال، وما زال جبل المشقح أمامنا، ثم توجهنا يميناً في أول انعطاف بالشارع. بعد حوالي مئتي متر رأينا على يميننا، بين الأشواك، الكنيسة الكاثوليكية. وهو أيضاً مهمل ومصدع. كانت المنطقة المحيطة بالكنيسة عامرة قبل النكبة، ولكننا اليوم لم نر سوى دمار وقفر وأطلال. فاختفت من الوجود مثلاً مدرسة البصة الكاثوليكية، أحد معالم التربية في فلسطين في تلك الأيام، ومصدر فخر لأهالي البصة والمنطقة.

شارك بالجولة التي استمرت نحو ساعتين حوالي 40 شخصاً.

تاريخ الجولة: 14.7.2012 

___________________________________________

مزيد من المعلومات عن البصة، تاريخ وشهادات ووثائق، تجدونها في الكتيب "ذاكرات البصة

وفي هذا الرابط يمكن قراءة مقال بالانجليزية عن أثر الجولة على إحدى المشاركات الإسرائيليات



جولة في البصة / סיור בכפר אלבַּסָּה



جولة في البصة / סיור בכפר אלבַּסָּה



جولة في البصة / סיור בכפר אלבַּסָּה



جولة في البصة / סיור בכפר אלבַּסָּה



جولة في البصة / סיור בכפר אלבַּסָּה



جولة في البصة / סיור בכפר אלבַּסָּה



جولة في البصة / סיור בכפר אלבַּסָּה



جولة في البصة / סיור בכפר אלבַּסָּה



جولة في البصة / סיור בכפר אלבַּסָּה



جولة في البصة / סיור בכפר אלבַּסָּה



جولة في البصة / סיור בכפר אלבַּסָּה

قرية/مدينة: