لماذا لا تتحدثون عن احتلال سنة 1967؟
يعتبر احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة ونقل النظام العسكري إلى خارج الخط الأخضر، ليحكم فلسطينيي الضفة والقطاع بدلا من الفلسطينيين القاطنين داخل دولة إسرائيل، استمرارا مباشرا للأيديولوجيا والسياسات الصهيونية، وجزءا لا يتجزأ من النكبة المستمرة. فخلال حرب 1967، تم اقتلاع أكثر من 350 ألفا من الرجال والنساء من منازلهم، وقد كان نحو نصف هؤلاء لاجئين من سنة 1948. إن إسرائيل تمنع لاجئين 1967 أيضا من حقوقهم المكفولة بموجب القانون الدولي.
إن تركيز الخطاب السياسي الإسرائيلي حول احتلال سنة 1967 يطبّع، عمليا، المظالم التي ارتكبت سنة 1948. بمعنى: أنه يثبت التدمير، والطرد، والتبعية، والحرمان من الحقوق الأولية، ويحولها إلى حالة مقبولة في المجتمع الإسرائيلي. والحقيقة هي أن الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، والحصار المفروض على غزة، أكثر بروزا أمام ناظري الإسرائيليين، في حين أن اللجوء المستمر، ومصادرة الأملاك، والألم الفلسطيني، سواء أكان الألم الفردي أم الجماعي، هو أمر يسهل تجاهله.
من المهم معارضة الاحتلال العسكري والحصار، والقصف، والاعتقالات، والحواجز الهادفة للحرمان من الحقوق الإنسانية، وهدم المنازل، ومصادرة الأراضي... ولكن مواجهة تاريخ 1948 وتطبيق حقوق اللاجئين هما الخطوة الوحيدة التي تعترف بصراحة بالمظالم التي خلقتها علاقة القمع بين الفلسطينيين واليهود، ولذا فإنها تعدّ مفتاح العدالة والمصالحة. إن العمليات السياسية التي تركز على "حدود 1967" وتتجاهل حقوق جميع اللاجئين، تخلو من البراءة أو الإنصاف، ولذا فإنها تؤدي إلى طريق مسدودة.