ما هي النكبة؟ ولماذا يقال بأنّ النكبة مستمرة حتى اليوم؟


تعني كلمة "نكبة" بالعربية: الكارثة الكبرى. وفي السياق الفلسطيني، يتعلق هذا المصطلح بسيرورة متواصلة لنهب أراضي وأملاك الشعب الفلسطيني وحرمانه منه. بدأت هذه العملية قبل سنة 1948، مع بدء التطلعات الصهيونية إلى الاستيلاء على أكبر كمية من الأراضي لاستخدام اليهود الحصري، وقد جرى الأمر في بعض الأحيان مترافقا مع طرد فلاحين من مكان سكنهم وأخذ مصدر رزقهم. وهكذا، ومن بداية فترة الاستيطان الصهيوني وحتى سنة 1948، تم هدم 57 قرية فلسطينية وتهجير سكانها. وقد مثّلت حرب 1948 قمّة هذه العملية: فإلى جانب فظائع الحرب والمجازر، والاغتصاب والنهب، مثّلت النكبة هدم أكثر من 500 بلدة وقرية وتحويل أكثر من 750 ألف رجل وامرأة  إلى لاجئين. وهذا الرقم يعني نحو 85% من السكّان الفلسطينيين الذين كانوا يقطنون في الأرض التي أقيمت عليها دولة إسرائيل.

أثناء الحرب أيضا، أصدرت الحكومة الإسرائيلية قرارها بمنع عودة مئات آلاف الفلسطينيين الذين تم دفعهم إلى الهرب خشية من المعارك، أو تم طردهم بصورة منظمة ومخطط لها. إن منع العودة هو أمر يتعارض والقانون الدولي، والأخلاقيات الإنسانية، فالمدنيون يبحثون عن ملجأ مؤقت أثناء الكوارث والحروب، واضعين في نيّـهم العودة إلى منازلهم مع انقشاع غبار المعارك.

النكبة، إذا، مستمرة حتى اليوم، أولا من خلال منع العودة، وثانيا مع استمرار عمليات النهب والقمع تجاه الشعب الفلسطيني بوسائل مختلفة: تفريق الشعب الفلسطيني إلى وحدات منفصلة تحمل كل منها منزلة قانونية مختلفة (لاجئون، أولئك الذين يحكمهم الاحتلال العسكري في الضفة الغربية، وسكان غزة المحاصرة، والفلسطينيون الذين ظلوا على أراضي الدولة التي أصبحت إسرائيل، ومن ضمن هؤلاء من تم تهجيرهم داخليا، وسكان القدس) مصادرة جميع الأملاك الفلسطينية (ملايين الدونمات من الأراضي، والمنازل، والمصانع، والمركبات، وحسابات البنوك، ومحتويات المنازل، والكتب، وكل ما تطاله اليد)، واستخدام القوة العسكرية، وأوامر الاعتقال الإداري، وفرض القيود على التنقل، والتمييز في مجال الأراضي، والتخطيط، والمسكن، وغير ذلك.