منشور إسرائيلي موجه إلى عرب الطيرة، ويعتقد بعض لاجئي طيرة حيفا أن هذا المنشور كان موجهاً إليهم، إلا أن الباحث د. محمد عقل يرجع هذا المنشور إلى طيرة بني صعب بمنطقة المثلث.

في خلال شهر تموز حاولت قيادة الجيش الإسرائيلي محاربة أهالي بعض القرى التي أبدت مقاومة قوية حرباً نفسية، مثل الطيرة وجبع وإجزم وعين غزال، إذ ألقت الطائرات الإسرائيلية فوق تلك القرى منشورات تهديد كالمنشور المرفق هنا. كما أن الدعوة الموجهة في هذا المنشور: "ونحن ندعوكم إلى تسليم رجال العصابات الأجانب، والأسلحة الموجودة لديكم إلى الجيش الإسرائيلي، وفي هذه الحال لكم الحياة الآمنة المطمئنة في ربوعكم"، هي الدعوة نفسها التي سمعها مفاوضو طيرة حيفا من الوفد الإسرائيلي عندما حاولوا التوصل إلى اتفاق لوقف القتال مع الإسرائيليين في 14 تموز 1948، وقد سمعوا ذلك من رئيس الوفد رئيس بلدية حيفا شبتاي ليفي، كما ورد في هذا الكتيب حول احتلال قرية طيرة حيفا. وقد وجدت مضمون هذه الشروط وما جرى في المفاوضات تلك في كتاب "طيرة الكرمل، الأرض والإنسان" لعبد الصمد أبو راشد، ابن القرية. وعليه، فيكون المنشور مناسباً أيضاً لطيرة حيفا من حيث التوقيت، بعد احتلال المدن المذكورة فيه وقبل الهدنة الثانية، ومن حيث الأسلوب ومن حيث وضع القتال في القرية. ومن الملفت أن المنشور قد استعمل مصطلح النكبة في ذلك الوقت، ليكون كما يبدو أول استعمال لهذا المصطلح في السياق الفلسطيني.

في ما يلي نص المنشور:

إلى عرب الطيرة
إن السويعات المعدودة التي تمر عليكم هي ساعات فصل، وأنتم تقدرون أن تقرروا مصيركم. قد حلت بين ظهرانيكم عصابات آثمة من الأجانب المسلحين الذين تحكموا في رقابكم، وساموكم الذل والهوان، وحملوكم على الاعتداء والعدوان، وقد انخدعتم وانقدتم وانصعتم لهؤلاء الأشراس الأوباش، وشاركتموهم أعمالهم المفضوحة، وساعدتموهم على جرائمهم التي ارتكبوها بالأبرياء من الناس. وها قد طفح الكيل وامتلأ الكأس وجاءت ساعة الحساب-ونحن ندعوكم إلى تسليم رجال العصابات الأجانب، والأسلحة الموجودة لديكم إلى الجيش الإسرائيلي، وفي هذه الحال لكم الحياة الآمنة المطمئنة في ربوعكم.

وإن أبيتم وعصيتم وفي طريق الضلال مضيتم فعوا أن السيف سيعمل في رقابكم بدون أيما رحمة ورأفة وإذا عاندتم وتماديتم في غيكم واعتمدتم على المدفعين الثقيلين والدبابة التي لديكم- فاعرفوا أن طائراتنا ودباباتنا ومدافعنا ستدك قريتكم دكاً وتقصف بيوتكم وتقصم ظهوركم. تقطع أدباركم- حتى أن تطير الطيرة في الهواء وتصبح قاعاً صفصفاً وخراباً يباباً تنعق فيه البوم والغربان.

فيا عرب الطيرة

إن أردتم تلافي النكبة وتفادي المصيبة والخلاص من الهلاك المحتوم، فاستسلموا لأن حبل الخناق قد التف حولكم، وكماشة الحصار قد انطبقت عليكم وأحاطت بكم من كل ناحية وجانب. إن المنافذ قد سدت بوجوهكم، ولم تبق لكم للنجاة طريق وسبيل إلا الاستسلام.
إنكم لا تكسبون من إصراركم وعنادكم إلا ضياع أموالكم وخراب مزارعكم ومحصولاتكم وزهق أرواحكم!

إن جيش إسرائيل الظافر قد دمر أوكار العصابات في يافا وحيفا وعكا وطبريا وصفد، واستولى مؤخراً على اللد والرملة ورأس العين وعشرات القرى الأخرى في شمال البلاد وجنوبها وهذا الجيش المنتصر سيقضي عليكم حتماً وبظرف سويعات إن لم تلقوا السلاح وتستسلموا حالاً.

وانتم مخيرون في الأمر- فإما الاستسلام والحياة والأمن والطمأنينة لكم ولأطفالكم وذريتكم- وإما العناد، فالهلاك والموت الزؤام.


قيادة الجيش الإسرائيلي    

-------- 

نشر النص في كتيب ذاكرات الطيرة، من إصدار جمعية ذاكرات-زوخروت