ادخلوا إلى أروقة التاريخ الخفية مع أحدث إصداراتنا، "ذاكرات معسكرات الأسرى". هذا الكتيب الرائد كتبه كلّ من د. شاي غورتلر، الباحث في تاريخ السجون، وعضو فريقنا عمر الغباري، يسلط الضوء على الفصل غير المروي من نكبة العام 1948: قصة معسكرات الأسر التي تم فيها احتجاز الآلاف من الفلسطينيين بين الأعوام 1948 و 1950. لقد كانت غالبية الأسرى الذين تم احتجازهم في هذه المعسكرات، إلى جانب المقاتلين الفلسطينيين والمقاتلين من الجيوش العربية، من المدنيين غير الضالعين في أعمال القتال، حيث تم، في بعض الأحيان، احتجاز جميع رجال قرية ما. لقد تم طرد الغالبية العظمى من هؤلاء الأسرى في نهاية المطاف، لينضموا إلى مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين الذين تم طردهم، والذين يُحال دون عودتهم حتى يومنا هذا. يحكي الكتيب قصة هذه المعسكرات، من خلال شهادات من أسرى، مواد بحثية، ومواد أرشيفية.

قامت ذاكرات بإصدار الكتيب "ذاكرات معسكرات الأسرى" خلال جولة بين ثلاثة من أصل خمسة معسكرات اعتقال دائمة أقيمت في ذلك الحين، وبضمنها معسكر إجليل، الواقع اليوم في منطقة مفترق هسيراه، حيث تحول هذا المعسكر الذي تم تجميع الأسرى فيه آنذاك إلى مجمع لشركات التكنولوجيا اليوم، إلى جانب بعض منازل قرية إجليل القبلية، حيث تم في البداية احتجاز الأسرى فيها بعد ترحيل سكان القرية، ولا تزال بعض هذه المنازل قائمة اليوم قريبا من "مفترق هسيراه". كما انطلق في إجليل إضراب الأسرى الفلسطينيين الأول عن الطعام سنة 1948، والذي أطلق إرثا من المقاومة داخل أسوار السجون الإسرائيلية. وقد جسد الأسير وليد دقة، الذي توفي مؤخرا في السجون الإسرائيلية نتيجة الإهمال الطبي، ولا يزال جثمانه محتجزا بيد السلطات، هذا النضال واصفا إياه ب "الصمود الداخليّ".

قمنا أيضا بزيارة أم خالد، وهي قرية مهجرة تم احتجاز الأسرى فيها أيضا، وأما ما تبقى من منازلها اليوم، فهو موجود في أحد أحياء نتانيا، حيث يستخدم مبنى المسجد المتبقي كمدرسة دينية يهودية.

ثم أنهينا جولتنا في عثليث: حيث أنشأ الانتداب البريطاني معسكر عثليث لاحتجاز المهاجرين اليهود من "المهاجرين غير الشرعيين"، وابتداء من يونيو (حزيران) 1948، استخدمت إسرائيل ذات المنشأة لاحتجاز الفلسطينيين. وقد تعلمنا من كل من د. مصطفى كبها ود. غورتلر حول ماضي المكان، وسمعنا شهادات عن الأسر في العام 1948 والأسر في العام 2024. 

يرى هذا الكراس النور في فترة شديدة الظلمة، في وقت تمارَس فيه الاعتقالات الجمعية، والتنكيل والتعذيب اللذان يحصلان تقريبا من دون أي احتجاج، وفي الوقت الذي يتم فيه اقتلاع الملايين من الفلسطينيين من منازلهم مجددا، ويسقط فيه عشرات الآلاف قتلى.

في مواجهة هذا الخراب كلّه، علينا أن نواصل سرد الحقيقة، وأن نتعلم التاريخ، ومصادر المظالم الراهنة، لكي نتمكن من اختيار مستقبل مختلف.

أنتنّ مدعوات للتعلم معنا، بامكانكم/ن تحميل الكتيب.

*الكراس مكتوب بثلاث لغات، العربية تتبع العبرية.