جنيا كوبلسكي

لم أرد ان أفعل نفس الأمر الذي فعله الألمان، ذهبنا وأعدنا المفتاح وبقينا في بلدة نحلات 15/10/2013
يافا

 

كنّا عاريات 

حلقوا شعرنا

لم نعد نبكي حينها

لم نعرف ما هي محرقة، يُدخلونك بها ولا تعلمين الى أين انت ذاهبة

كانوا يقولون لنا: هل ترون، هناك  مدخنة يخرج منها دخان، أنتم بانتظار الدخول إلى هناك.

لم أرِد أن أحكي القصة أبدًا.

ارتدينا ملابس جميلة مع قبعة وقفازات ومعاطف جميلة

خرجنا من حيفا وأحضرونا الى بلدة فردِس كاتس

فردس كاتس كانت عَبّارة كبيرة [مخيم مؤقت للمهاجرين اليهود الجدد]، كانت هناك خيم، كان شتاء صعبًا عام 49 وكانت أمطار رهيبة وكان برد، كنا مبللين وكذلك كل ملابسنا، وكنا نبكي.

عندها قررت أني لا أريد البقاء هنا 

 وعدتنا الوكالة [اليهودية] ان تعطينا شقّة.

ذهبنا الى الوكالة وأعطونا مفتاحًا وأتينا الى يافا، لم يكن ذلك بعيداً عن الميناء، كان ذلك بيتًا محاطًا بجدار.

فتحنا البوابة، ثم فتحنا الباب ودخلنا، حينها اسودّت الدنيا في وجوهنا. 

كان البيت جميلاً. لكننا حتى لم ندخل البيت، ففي الساحة كانت طاولة مستديرة وعليها أطباق، وفي اللحظة التي رأينا ذلك ورأينا أن هناك قبوًا، شعرنا أيضًا بالخوف.

وما عدا الخوف لم نستطع أن نرى، لقد آلمنا ذلك، كيف الناس، هذا ذكّرنا بحالنا إذ كنّا مضطرين لمغادرة البيت وترك كل شئ

عندما دخل الألمان، ألقوا بنا في الجيتو

وهذا بالضبط كان نفس الوضع، ولم يكن باستطاعتنا البقاء.  

لم أرد ان أفعل نفس الأمر الذي فعله الألمان

ذهبنا وأعدنا المفتاح وبقينا في بلدة نحلات



גניה קובלסקי \ Genia Kolvske