شارك أكثر من مئة شخص في الجولة التي نظّمتها ذاكرات يوم السبت الماضي إلى القرية الفلسطينية المدمّرة الدامون. نحو عشرين من لاجئي القرية وعائلاتهم تقدّموا المجموعة في حارات القرية وبين أنقاض بيوتهم. الحريق الذي شبّ في القرية مؤخرًا كشف حجارة البيوت المتناثرة على الهضبة المحروقة. الرماد والسواد الذي خلفه الحريق في المكان خلقا شعورًا بأنّ النكبة والدمار وقعا للتوّ.

بدأت الجولة في الطرف الشرقي للقرية. بين المقبرة المسيحية والمقبرة الإسلامية الشرقية. جزء من السكان يعيشون اليوم على مبعدة كيلومترين في قرية كابول المجاورة. رئيس مجلس كابول، ابن لعائلة لاجئين من الدامون، انضم إلى الجولة. اللاجئون المشاركون في الجولة هم من عائلات مختلفة وولدوا في مواقع مختلفة منها. لم يكن من الصعب رؤية التنافس بينهم. تنافس على المعرفة، أية قصة يُشدّد عليها وأيّها تُروى. كانت بينهم نقاشات حقيقية على الموضع الدقيق للجامع، الاسم الدقيق للمختار وأين تنتهي الحارة الشرقية. لقد بعثوا الحياة في المكان الكئيب. من ناحيتهم هذا لهم وكانت النقاشات حقيقية تعجّ بالمشاعر. بعد 61 على نكبتهم لا يزالون يتحدثون عن ممتلكاتهم في الوقت الراهن. لا يزال الهمّ محسوسًا في حديثهم. أحد اللاجئين يرينا بيته الحالي في مدينة طمرة القريبة. من شرفة بيته في طمرة يرى أنقاض بيته الذي تمّ تدميره. أحد اللاجئين تحدّث أنّه اليوم فقط عرف موقع الذي ولد فيه عام 1945. لاجئة عمرها 75 عامًا قالت إن هذه هي المرة الأولى التي تزور فيها الدامون منذ أن غادرتها عام 1948. المسجد والكنيسة ليسا بعيدين عن بعضهما البعض. وضعنا لافتات كي نشير إليهما، ولافتات تشير إلى المدرسة، المقبرة الغربية وطريق الدامون-البروة، القرية المجاورة (التي ولد فيها الشاعر محمود درويش) والتي دمّرتها إسرائيل هي الأخرى. قطعنا القرية إلى الجهة الغربية. هناك تقع عين الدامون. حتى العام 1948 كانت هذه عين مركزية وفرت مياه الشرب لسكان القرية، وسكان المنطقة، عابري السبيل والتجار الذين كانوا يعبرون في الدامون في طريقهم إلى سوريا ولبنان. جميع المشاركين/ات في الجولة تلقّوا كتيّب "ذاكرات الدامون" الذي تم إصداره للحدث. طلب اللاجئون العديد من الكتيّبات الأخرى لإرسالها إلى لاجئي الدامون الذين طردوا خارج بلادهم ويعيشون اليوم في أماكن مختلفة من العالم. غالبيتهم في لبنان وقسم منهم في أوروبا وأمريكا. "هذا الكتيّب سيصل إلى كندا" قال أحد اللاجئين. كان عدد سكان الدامون عام 1948 نحو 1500 نسمة، جميعهم طُردوا. نصفهم تقريبًا بقوا في نطاق دولة إسرائيل ويعيشون اليوم كـ "حاضرين غائبين" مع ذرّيتهم ليس بعيدًا عن قريتهم، لكنهم ممنوعون من العودة إليها أو من استعادة ممتلكاتهم.

 



סיור לאלדמון / Tour to elDamun



סיור לאלדמון / Tour to elDamun



סיור לאלדמון / Tour to elDamun

قرية/مدينة: