عطا معارك حمام الوحيدي

تفريغ اجزاء من المقابلة 30/03/2005
جبارات الوحيدات/جبارات

لمشاهدة فيديو المقابلة، بجزئيه الأول والثاني، إضغط\ي هنا

--------------------------------

س :  ماذا يوجد لديكم من ممتلكات ؟ 
ج :   تقريبا ماشيه من 40 -50 رأس ، وعندنا حراثين يحرثوا الأرض تبعنا وبيوخذ خُمس الفلحه من القمح والشعير والذرة ، وكان والدي مغرم بشراء الأرض وما كان في عشيرة إلا وكان في اله فيها ارض وفي طبيعة الحال نقدر نعتبره  واحد من الأربعة  الكبار الملاكين في عشيرة الوحيدات .

س :  ماذا كنتم تملكون من الأرض ؟
ج :  كان والدي مغرم بشراء الأرض، ومن أهم القطع من أملاكه القطعة إلي أخذها من ورا أبوه ، تقريبا مساحتها أو مجموع مساحتهن هي أكثر من ارض فوق 400 دونم .

س :  أين كنتم تسكنون ؟
ج :  كنا نسكن في بيت شَعر من وَسطين لأنو كانت إمكانية أبوي كبيرة ، وكل سنة يجدد بيت الشَعر اللي  إحنا بنعمله، بننسجوا وبنبنيه ، وهناك مكان مخصص لحلال .

س :  ماذا كنت تملك من الخيل ؟
ج :  رأس خيل واحد .

س:  ماذا كنت تمتلك من دواب ؟
ج :  40 -50 رأس غنم ، ورأس خيل واحد، وطاقم كامل للحِراثه يتكون من جمل وبقر .

س :  ما هي أهم الأحداث التي حدثت مع اليهود ؟
ج :  أهم حدث صار أجا اليهود بدهم يشتروا قطعة الأرض من قبيلة صاحبها، وقطعت الأرض كانت 1000 دونم، أجو للحج إبراهيم الصالح وقالوا له وقّع على هاي المعاملة. قالهم انا حالف يمين عند الهيئة العربية ما امضي معاملة، وكان معه مساعد، بعث ورا الحج إبراهيم الصالح وقال له لازم توقع على المعاملة. الحج إبراهيم ، ما رضي يوقع وحكا له المساعد أنت موظف عندي، حكا له انا موظف في هالختم وبديش اياه، تفضل الختم وأعطاه إياه.
هاي من المواقف المُشرفة، وكمان في مواقف مُشرّفة انه كنا في جبهة بئر السبع وإحنا أعضاء فيها.

س :  ماذا حدث في عام 1936 ؟
ج : إضراب عام  1936، كنت أنا في المدرسة وصار إضراب كبير استمر 6 أشهر، كانت فترة إضراب شلت كل الحركة وخلال هذه الفترة صارت ثورة قادها الشيخ عز الدين القسام أبو الوليد، وفي هذه المرحلة شملت الثورة ثلاث أرباع فلسطين. كان هناك بلبله أنه هناك حرب عالمية ثانية، وجاء المندوب السامي الانجليزي ليجتمع مع قادة فلسطين على أساس وقف الثورة على الرغم من أن الثورة الشعبية الفلسطينية كانت على علاقة مع اليهود ومع الانجليز، وكانوا ينفذوا أوامر المخابرات البريطانية .

س :  كيف انعكس هذا الحدث على منطقتك ؟
ج :  كان لابد أن يتواجد كل فلسطيني على أرضه، وذلك لتثبيت مطالب الفلسطينيين وهي قيام حكومة فلسطينية مستقلة، ومنع بيع الأراضي.

س :  هل هناك احد من عشيرة الوحيدات سجن أو استشهد ؟
ج :  تم اعتقال حبيب الوحيدي والحج حسين الوحيدي الذين كانوا من قواد الثورة. اجا الانجليز وقاموا بتطويق الأماكن تبعتنا وأنا كنت ليليتها خارج العشيرة. تم الاعتقال العديد من الشباب في غزة واتهموا الحج حبيب الوحيدي، وصار عليهم طخ وواحد استشهد وابن شيخ سيف الدين انطخ بايدوا، والحج حبيب انطخ باجرو واعتقلوه في نفس الوقت وتم أخذهم، وثاني يوم قطعوا يد ابن سيف الدين وكان الحكم على الحج حبيب بالإعدام .

س : هل كان هناك احتكاكات أو مناوشات مع العصابات الصهيونية في المنطقة خلال هذه السنوات التي سبقت عام 1948
ج :  جبهة بدو بئر السبع اخذوا سيارة مصفحة ونزلوا طريق غزة لما كانت مفتوحة، وأجا اليهود وطوّقوا المصفّحة واخذوا أسير شاب.

س :  هل كانت هناك مستوطنات قريبة منكم ؟
ج :  كان في حوالي 4 مستوطنات قبل عام 1948.

س :  كيف تهيأتم لهذه الإحداث ؟ وكيف كنتم تشعروا بالخطر المقترب منكم ؟
ج :  كانوا متعاطفين ومتساعدين مع الأحداث لأنهم كانوا من أكثر الناس المطلعين الى أين وصلت الثورة، ونادى شيخ العشيرة لتسليم أبناء العشيرة وكنا نشتري هذه الاسلحه من أموالنا الخاصة من خلال تجار السلاح من شرق الأردن. عملنا احتياطاتنا حوالين العشيرة ، وكان في كل ليلة حوالي 12 واحد من الشباب مسلحين جاهزين بشكل دائري حوالين المضارب .

س : كيف وصل الخطر لمضاربكم وكيف بدؤا شيوخ العشيرة يفكروا ويبلغوا الأهالي برحيل ؟
ج :  ما كانوا يبلغوا لكن لانوا إحنا قريبين على المستعمرة إلي حكيتلك عنها، كانوا عصابات الهاغانا يجو بالليل، يمروا من نص الجبارات ويروحوا على المستعمرة، لذلك كان يجو المصرين يهاجموا واليهود يغادروا، وبس يروحوا المصرين يرجعوا اليهود كمان مرة. يعني اليهود ما كانوا يستقروا في مكان وكانت القوافل ليلية تمشي من عنا وتمشي على المستعمرة، وفي هذه المعركة استشهد عيد محمد الوحيدي.

س :  كيف بدأت رحلة الهجرة ؟
ج :  طلعنا من مضاربنا ومن أرضنا وأجينا على شرق العمارين للجبارين، وكان السبب المباشر اللي خلانا نغادرالأراضي إنهم قتلوا واخذوا أرضنا، وكان هناك خطر مباشر بالعين المجردة، يعني تقريبا 3 من الوحيدات طخوهم  وهم عبد الله البريشنه ، عبد الرحمن الوحيدي، وواحد من الجبارات. حيث انهم احتلوها من الشمال، ومن الجنوب لهم قواعد عسكريه فصرنا بالنص، بعدها غادرنا على شكل مجموعات مع كل العائلة  واولادنا والأقارب .

س :  هل حملتوا معكم شئ وانتم مغادرين من مكانكم  مثل : المضارب ؟
ج :  حملنا شي بسيط جدا لم يتبق احد من العائلة في العشيرة . 

س : ماذا كان شعوركم وقت التهجير ؟
ج :  إنسان مكسور الخاطر، مريض الجناح ترك أرضه اللي عاش فيها من آلاف السنين، وكان حال الأطفال والنساء الألم وانعدام المصير ومكسورين الخاطر .

س :  ما هو المسار أو المسلك الذي سلكتوه ؟
ج :  من مضاربنا الى مضارب العمارين 20كم الى قرية تركوميا قضاء الخليل، وكانت من وسائل النقل الجمال وكان الجزء الأخر من الناس سير على الأقدام. لم يتوفر للجميع الركوب على الجمال في بداية شهر 7 ، وبعدين رحنا على بيت تولا عسكرنا هناك وقعدنا فيها أكم شهر وبعدين على مخيم العروب، وكانت الإقامة في العروب نفسه في بداية إنشاءه .

س :  الوضع الذي كان قائما عند الوصول إلى العروب ؟
ج :  كان الوضع مأساوي جدا، لأنه كانت العيشة بالنسبة الي توفير المواد الغذائية صعبة، كانت عبارة عن تعاطي تجار الحبوب حتى توفر المواد الغذائية للعائلة وقرايبها .

س :  أين اقمتم في العروب ؟
ج :  أقمنا في نفس العروب، وكانت المساكن خيم وبيوت شَعر، لانه في تلك الظروف كانت بداية الصليب الأحمر وتقديم المساعدات  ومنها : المساعدات الطبية بسيطة جدا، عبارة عن سكر ومعلبات وخدمة الصرف الصحي كانت تقريبا مفقودة، ولم تتوفر المدارس للأطفال وكان الماء موجود عبارة عن عين ماء  (ماسورة) ما في خزانات . كنا نلجأ الى الإبل ونفتش على الحقول في ارض القبيلة نفسها  حيث كانت موجودة ، وفي حبوب مخزنة ونُحمل الجمال من نفس الحقول للاماكن التي نسكنها. الإقامة في العروب استمرت لمدة سنة ، وكانت المجموعات مستمرة في الرحلات للحصول على الحبوب ومن هذه المجموعات انطخ منهم 3 هم عبد الله البريشنه، وعبد الرحمن الوحيدي،  وواحد نسيت اسموا، وقدوره الوحيدي قدر يشرد منهم إذ كان التصادم مع قوات الاحتلال بنفس ارض العشيرة  . حيث أن هذه الحادثة حدثت بعد 3 شهور من الإقامة في العروب ، وكنا نحصل على الجثث وندفنها .

س : الطريق التي كنتم تسلكوها في الوصول الى ارض القبيلة ؟
ج :  من العروب على قدومنا على بيت جبرين على عراق المنشية على الوحيدات، كنا نسير على اقدامنا ليلا. وصلنا الى ارض الوحيدات الى مخازن الحبوب حوالي 4 - 10 اشخاص ما صدف انو صار معنا شئ أو أحداث على الطريق، وكانت بس معنا الإبل  ورحت معهم مشوارين، كانت المنطقة على حالها وكانت الحقول والمخازن عرضة لنهب، وكانت الاسلحة متوفرة مع الاشخاص إلي كانوا يذهبوا الى ارض القبيلة.
بعد الاقامة في العروب لمدة سنه ارتحلنا الى اريحا الى مخيم النويعمه، وتم نصب بيوت الشَعر في مدخل المخيم وتم الارتحال من العروب الى اريحا بالسيارات وما حدا رافقنا ، واخترنا مكان خارج اريحا واقمنا فيها بين 1952 - 1954 في بيوت الشَعر، وبعنا الإبل في العروب وبس عشيرتنا راحت على أريحا مع بعضنا وأقمنا مضاربنا الخاصة بنا القريبة من مخيم النويعمه، أما عشيرة الجبيرات راحوا على العوجا، وكان حلالها معها ولكن نحن كان معنا شي بسيط جدا .

س :  كيف تم تدبير الأمور الحياتية المعيشية في مخيم النويعمه ؟ وهل كانت تسد حاجاتكم ؟
ج :  في البداية كنا نعتمد على توزيع المساعدات من الصليب الأحمر، وكانت تؤمن المواد الغذائية المعلبات وطحين وسكر والرز إذ تؤمن الحياة فقط، وكان يقدم لكل شخص 10 كيلو طحين ولكل شخص حبة صابون ونص كيلو رز ونص كيلو سكر ونص كيلو تمر في بعض الأحيان. ومن ناحية الشغل إلي بدو يشتغل كان ينزل يشتغل ويتاجر بالغنم وقاموا ببناء محلات تجارية، وكان يتحسن الوضع مع دخول الوكالة وبدأوا بتوزيع الطحين وبنو الشوادر للمدارس، وبعدها تحولت الشوادر الى بنايات ذات شكل نموذجي بالإضافة الى بيوت الشعر حتى عام 1967. والوكالة وفرت مدارس وعيادات صحية، وبعد سنة توفرت كل مناحي الحياة من صحية وتعليمية وغيرها، وكانت العلاقة مع أهل المخيم علاقة أهل مع أهل، وكنت أساعد الوكالة في توزيع المواد الغذائية أي بمثابة موظف في الوكالة من عام 1950-1984، وأصبحت أمين مستودع وتطورت أمور حياتي تدريجيا، ومن ثم تم تسجيلنا في الانوروا بعد عمل الإحصاءات .

س :  هل تبلورت حركات تنادي وتطالب بحقوق الإنسان  ؟
ج :  نعم تبلورت حركات تنادي وتطالب بحقوق الإنسان ومن أهم هذه الحركات التي انبثقت لدفاع عن اللاجئين الحركة الناصرية عام 1952 لإحياء الثورة الشعبية .

س :  هل تكررت محاولة العودة للمضارب في بئر السبع ؟
ج :  نعم تكررت عودة الشباب والرجال لهنآك  مع تغير الزمن والظروف، أي من نويعمة للمضارب في بئر السبع، واستمرت الإقامة في نويعمة لعام 1967، وكانت مراحل التطور تتوزع على فترات :
1929 - 1948 المرحلة الأولى .
1948 -1967 المرحلة الثانية .
1967 الى يومنا هذا  المرحلة الثالثة .

س :  ماذا حدث عند قيام القوات الإسرائيلية باحتلال الضفة الغربية  ؟
ج :  عند قيام القوات الإسرائيلية باحتلال الضفة الغربية ارتحل وانتقل الناس من النويعمة الى الضفة الشرقية أي عمان، وطلعت معي عائلتي كاملة، ورحنا على منطقة الوحيدات ما حملنا معنا ولا اشي، تركنا كل شي ورآنا، وبعد أسبوع زمان مشينا وصاروا يشتغلوا الناس ورجعت اشتغلت مع الوكالة وتم إقامة المخيمات في منطقة الأغوار والكرامة، وكنت مسئول عن المستودعات في الكرامة واستقرت الأمور، وفي يوم من الأيام قامت إسرائيل بضرب مخيم الكرامة بالمدفعيات وعلى المستودعات بشكل خاص واستشهد المراسل والله مش ذاكر اسمه و 17 شخص جريح ومصاب .

س :  كم سنة اقمتوا في الكرامة ؟
ج :  أقمنا أكثر من سنة، حوالي  3 سنوات، كانت الإقامة في الكرامة في عمان ومن ثم انتقلنا الى مخيم البقعة وانتقلت الى نفس الوظيفة إذ كانت بدايات سيئة جدا كانت بعض الخدمات موجودة وبعضها معدوم مثل حنفيات المي والإنارة والصرف الصحي، حيث كان سكان المخيم 120 ألف أي 14 ألف عائلة والمساحة 1500 دونم أي بمعنى 96 متر لكل عائلة و 19000 طالب وطالبة، وهناك مؤسسات لها ادوار في تقديم المساعدات، وتوجد عشيرة الوحيدات في أكثر من منطقة في رام الله والأردن وأريحا. وكنت رئيس لجنة تحسيب الخدمات في مخيم البقعة منذ عام 1986 الى يومنا هذا إذ تم تعيني من المجلس الوطني الفلسطيني سنة 1974 .

س :  هل قمت بالزيارة الى أراضيك في بئر السبع ؟ 
ج :  لا لم أقم بزيارتها الأقارب زاروها .

س :  هل تحسين ظروف المعيشة في مخيم البقعة يجعل الاجئ ينسى وطنه ؟
ج :  لا يمكن هذا .

س :  لم تعترف الأمم المتحدة بإسرائيل إلا بعودة اللاجئين الى أراضيهم وممتلكاتهم وتقديم التعويض لذلك صدر قانون 194 الذي ينص على هذا الحق . هسا إذا توفرت إليك الفرصة بالعودة ماذا تفعل ؟
ج :  هناك قرارات أخرى مثل : 181 و 142 و 338 ولا يمكن أن تكون عندي قناعه بقيام وتنفيذ هذه القرارات من قبل إسرائيل. والله ما في شي بالدنيا بعوضني عن ارضي وممتلكاتي ماضيي .

س :  ما هو رأيك بمسؤولية المجتمع الدولي حيال النكبة التي حلت بفلسطين ومن يتحمل المسؤولية التاريخية ؟
ج :  الذي يتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى هي أمريكا وبريطانيا، وطالما الحركة الصهيونية التي هي الآن تريد تطبيق الديمقراطية الأمريكية بالمؤاخاة والمساواة والعدالة وتعود أيضا المسؤولية للانتداب البريطاني، المندوب الأول الذي وضع كل السبل لسلب الأراضي الفلسطينية  .

س :  ماذا تطالب من شعبك ؟
ج :  أقول لهم بأنه لا يمكن أن ننتصر بهذا الضعف والمذلة والاهانه  .

-----------------------

المعلومات الشخصية :

اسم الراوي : عطا معارك حمام الوحيدي (أبو نايف) 
مكان الولادة : في بئر السبع/عشيرة الوحيدات
تاريخ الولادة : 1924
مكان الإقامة الحالي : الأردن
مكان التسجيل : الأردن
تاريخ التسجيل : 20/3/2005
اسم الباحث الميداني : فواز سلامه وعبد المجيد الدنديس
قام بتفريغ المقابلة : جهاد خلدون فايز حمايل