اسدود

معلومات

قضاء: غزة

عدد السكان عام 1948: 5360

تاريخ الإحتلال: 28/10/1948

مستوطنات أقيمت على أراضي البلدة قبل 1948: لا يوجد

مستوطنات أقيمت على مسطّح البلدة بعد 1948: سديه عوزياهو, عيزر, أمونيم, شتوليم, بيت عزرا, جان هدروم, أحياء جنوب أشدود - ي, ي, ط

خلفية:

كانت القرية تنتصب على تل رملي يشرف على مساحات واسعة إلى الشرق والشمال والجنوب وتواجه تلا مرتفعا إلى الغرب. وكان هذا التل في الواقع يضم البقايا المتراكمة لعدة بلدات سابقة تحمل الاسم ذاته. كانت إسدود تبعد 5 كليومترات تقريبا عن شاطئ البحر وتقع على الطريق العام الساحلي وكان اسمها مشتقا من بلدة قديمة اسمها إسدود يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر قبل الميلاد على الأقل. وجاء في التوراة (يشوع 13: 1-3-47 ) أنها كانت إحدى مدن الفلسطينيين الخمس الكبرى ويجب التمييز بينها وبين الثغر البحري الذي كان بلدة تعرف في العصور القديمة باسم أزوتس باراليوس, أي الواقعة على البحر. وكان يفصل هذه البلدة عن إسدود كثبان من الرمال عرضها 5 كيلومترات وفي إثر التخريب الذي أنزله المكابيون بالبلدة في القرن الثاني قبل الميلاد أعيد بناؤها بعد أقل من قرن كمدينة رومانية وكان اسمها في تلك الفترة أزوتس وخلال الفترة البيزنطية أصبحت بلدة الميناء أهم من البلدة الأم ذاتها. في القرن السابع للميلاد دخلت إسدود في الحكم الإسلامي وأشار الجغرافي الفارسي ابن خرداذبه (توفي سنة 912) إليها باسم أزدود وقال إنها إحدى محطات البريد بين الرملة وغزة وقيل إن السلطان المملوكي قايتباي مرّ بالقرية سنة 1477 وهو في طريقه إلى دمشق. في سنة 1596, كانت إسدود قرية في ناحية غزة (لواء غزة) وفيها 413 نسمة, وكانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والسمسم والفاكهة بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج كالماعز وخلايا النحل وقد ذكر الرحالة المصري والمتصوف مصطفى أسعد اللقيمي الذي كتب في سنة 1730 أنه زار إسدود بعد مغادرته عزة. في أواخر القرن التاسع عشر, كانت قرية إسدود تمتد في موازاة المنحنى الشرقي لتل منخفض تغطيه البساتين. كان الخان (الخرب في ذلك الحين) يقع إلى الجنوب الشرقي من القرية. وكانت منازلها المبنية بالطوب والمؤلفة من طبقة واحدة, تشتمل على حوش يحيط به حائط مبني بالطوب. أما المصدران الرئيسان للمياه وهما بئر حجرية وبركة فكانا محاطين ببساتين النخيل والتين. قبل الحرب العالمية الأولى قدر بيديكر عدد سكانها ب5000 نسمة, كما وصفها بأنها تقع على سفح تل يشرف عليه تل آخر أكثر ارتفاعا. كان سكان إسدود في أغلبيتهم من المسلمين وكان في القرية مسجدان وثلاثة مقامات لشخصيات إسلامية تاريخية ودينية وكان سكانها يعتقدون خطا أن أحد هذه المقامات هو مقام الصحابي الجليل سلمان الفارسي وكان مقامه داخل مسجد بني في عهد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس (1259-1277). أما المقام الثالث فهو مقام أحمد أبو الإقبال. أقيمت مدرستان ابتدائيتان في إسدود: أحداهما للينين (في سنة 1922), والأخرى للبنات (في سنة 1942) وكان عدد التلامذة في أواسط الأربعينات 371  تلميذا في مدرسة البنيين و74 تلميذة في مدرسة البنات وكان لإسدود مجلس بلدي. كانت الزراعة عماد اقتصاد القرية. وكانت محاصيلها الأساسية الفاكهة - ولا سيما الحمضيات والعنب والتين- والحبوب إجمالا والقمح تخصيصا. في 1944/ 1945 كان ما مجموعه 1921 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. وكان سكان القرية يعتمدون على الأمطار وسحب المياه من الآبار التي كان يتراوح عمقها بين 15 و35 مترا لري مزروعاتهم. وبالإضافة إلى الزراعة كان سكانها يعملون في التجارة وكان في إسدود عدد من المتاجر وسوق أسبوعية تعقد كل يوم أربعاء وتستقطب سكان القرى المجاورة وقد سهلت التجارة محطة القطار في إسدود التي كانت جزءا من خط سكة الحديد الساحلي. كان في جوار إسدود تسع خرب تضم تشكيلة واسعة من الآثار منها بقايا فخارية وأرضية من الفسيفساء وصهاريج ومعصرة زيتون قديمة. وقد كشفت التنقيبات الأثرية في الموقع ذاته عن أن الموقع بقي آهلا بصورة مستمرة تقريبا منذ القرن السابع عشر قبل الميلاد حتى سنة 1948 ويبدوا أن الفترة التي شهدت الازدهار الأعظم في العهود القديمة كانت القرنين الرابع عشر قبل الميلاد والثالث عشر قبل الميلاد.


إحتلال القرية

عندما دخلت القوات المصرية فلسطين في 15 أيار / مايو 1948 كان من أوائل أهدافها التمركز في إسدود وقد أنيطت هذه المهمة بالكتيبة المصرية التاسعة. لكن في 32 أيار وصلت كتيبة جديدة إلى الجبهة فسلمت إسدود للكتيبة السادسة بحسب ما ذكر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر الذي كان آنئذ من ضباط الأركان في تلك الكتيبة (لم تذكر الصحافة الأجنبية خبر وصول وحدات مصرية إلى إسدود على 30 ايام\مايو، غير ان شهادة عبد الناصرة العيانية تبدو أولى بالثقة). وفي تلك الفترة كانت إسدود تقع على الخطوط الأمامية بين القوات المصرية والإسرائيلية وكانت القوات الإسرائيلية قطعت الطريق بين المجدل واسدود فترة وجيزة إلا إن المصريين نجحوا في إزاحة تلك القوات عنها واستعادوا بالتالي خطوط إمداداتهم وكان ذلك في أثناء تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية براك ( أنظر البطاني الغربي, قضاء غزة). كانت أوامر العمليات العسكرية الإسرائيلية تقضي بهجوم على المجدل وإسدود ويبنة وذلك (للتسبب بتشريد، أي نزوح، سكان المراكز السكنية الصغرى في المنطقة)، وقد شن الهجوم من جهات ثلاث في 2-3 حزيران/ يونيو وأدى إلى فرار الألوف من السكان المحليين وذلك بحسب ما روى المؤرخ الإسرائيلي بني موريس. وجاء تقرير نشرته صحفية (نيورك تايمز) أن (القتال الأكثر دمويا) في جنوب البلاد جرى في 3 حزيران / يونيو حول إسدود ثم شن هجوم إسرائيلي آخر بعد ذلك بأيام معدودة, في 9-10 حزيران/ يوينو. وفي اليوم التالي دخلت الهدنة الأولى حيز النتفيذ وطوال فترة هذه الهدنة كان جمال عبد الناصر مرابطا في إسدود حيث كان يراقب النشاط العسكري الإسرائيلي خلال هذه الفترة وفي الفترة ما بين الهدنتين شنت وحدات من المغاوير الإسرائيلية هجمات في منطقة إسدود وورد في مقال مصور نشرته (نيورك تايمز) بتاريخ 16، اشارة الى ان وحده تدعى "ثعالب مشمشون" وصلت إلى الخطوط المصرية في إسدود. لم يتم احتلال بلدة إسدود إلا عند نهاية الهدنة الثانية من الحرب في تشرين الأول\ أكتوبر 1948 فقد قصفت بحرا وجوا في بداية عملية يوآف (أنظر بربرة , قضاء غزة), وسقطت في يد الإسرائيليين في المرحلة الأخيرة من هذه العملية. كانت المراحل المبكرة من عملية يوآف مترابطة مع أقسام من عملية ههار التي قام لواء غفعاتي بها إلى الشمال إذ اقتحم هذا اللواء عددا من القرى في قضاء الخليل, بينما كانت قوات أخرى تنفذ علمية يوآف وقد سقطت كثير من قرى قضاء الخليل في 22-23 تشرين الأول/ أكتوبر في يد الإسرائيليين وفر كثيرون من سكان التلال المحيطة بالخليل قبل وصول القوات الإسرائيلية، أما من تخلف منهم فقد طرد نحو الخليل وعند نهاية عمليتي ههار ويوآف في الأسبوع الأخير من تشرين الأول\ أكتوبر 1948 تم دمج منطقتي العمليتين أحداهما في الأخرى واخترقت الوحدات الإسرائيلية الخطوط المصرية في 23 تشرين الأول/ أكتوبر 1948 فربطت الأجزاء التي تحتلها إسرائيل في جبال الخليل بممر القدس. وجاء في صحيفة (نيورك تايمز) أن قاذفات الجيش الإسرائيلي حلّقت في 18 تشرين الأول/ أكتوبر(من دون أي عائق تقريبا) نحو أهدافها, طوال ثلاث ليال متتالية وأن هذه الأهداف كانت تشمل إسدود وبات المصريون مهددين بالحصار والعزل فانسحبوا على الطريق الساحلي في اتجاه الجنوب. أما معظم من بقي من السكان المدنيين فقد فرّ مع الطوابير المصرية قبل دخول الإسرائيليين في 28 تشرين الأول/ أكتوبر. ويذكر موريس أن نحو 300 من سكان البلدة بقوا فيها رافعين الأعلام البيض و(طردوا فورا نحو الجنوب)ومع ذلك فقد جاء في بلاغ عسكري إسرائيلي صدر يوم احتلال إسدود أن القوات الإسرائيلية دخلت البلدة بناء على طلب وفد من السكان العرب المحليين.

القرية اليوم

دمرت معظم المنازل وغطت الحشائش والأشواك الدمار. وثمة إلى الجنوب مباشرة من وسط الموقع مسجد كبير خرب لا تزال أعمدته المتداعية قائمة كما لا تزال أبوابه ونوافذه المقوسة تحتفظ بأشكالها المميزة وثمة على بعد نحو 200 متر إلى الجنوب الغربي من الموقع مدرستان مهجورتان كما ثمة مقام مهجور بالقرب منهما إلى الجنوب. أما شارع القرية الرئيسي فلا يزال شهاداً، ماراً من الشمال الى الجنوب وعلى جانب واحد من الموقع. وثمة بناء كبير غير مستعمل لا يزال قائما في الجانب الشرقي. وتنتشر أشجار النخيل والدوم والسرو على أطراف الموقع. وقد غُرس شجر الأفاكاتو في بستان على طول الطرف الشمالي للموقع, الذي يمتد في موازاة طرفه الجنوبي حقول إسرائيلية مزروعة.

---------------

المصدر: وليد الخالدي، كي لا ننسى (1997). مؤسسة الدراسات الفلسطينية

فيديو

ذاكرات عبد الله زقوت - أبو نجم

كتيبات

ذاكرات إسدود ومجدل 08/2003

آخر

المنشورات
في اليوم العالميّ للتّضامن مع الشعب الفلسطينيّ: دعوةٌ إلى تخيّل العودة 29/11/2023
جولات في البلدة
جولة في إسدود